ما إن جرت مياهها حتى عادت لها الذكريات الماضية ؛ عين شرائع النخل الواقعة شرق مكةالمكرمة بالقرب من موقعة حُنين المشهورة تاريخياً عادت ذكريات السنين التالدة وكشفت للزوار عن سرها الثمين إذ تحتفل بإرث تاريخي عظيم كونها بالقرب من مكان موقعة إسلامية كبيرة سجلها التاريخ بماء الذهب . عين شرائع النخل كانت تمُد من حولها بالمياه العذبة وتوفر لحجاج بيت الله الحرام مياه السقيا وهم يعبرون لمكة من جهة الشرق ؛ كما امتد نفعها لمكة وأهلها . تعددت الروايات والاجتهادات في سرد تاريخ هذه العين والتي أعادتها لذكريات الناس ما أفاض الله على بلادنا من أمطار الخير والبركة جعل المياه تتدفق من العين وتنبع منها وكأنها تعود بالتاريخ لما كانت عليه . اشتهرت العين باسم آخر لها لدى البعض بعين قنطرة حنين حيث تذكر بعض الروايات التاريخية أن عين قنطرة حنين هي قنطرة تم إنشاؤها في العصر العباسي لجلب المياه من وادي حنين إلى مكةالمكرمة، وشهدت العديد من التجديدات عبر العصور الإسلامية المختلفة. تسابق الناس ووسائل الإعلام المختلفة على توثيق منابع مياه العين بعد أن نبعت منها المياه بعد جفاف تجاوز ال15 عاماً حيث جعلتها الأمطار التي هطلت على منطقة وادي الصدر ووادي حنين شرق مكة مزاراً سياحياً للكثيرين من محبي الأماكن التاريخية والتراثية الدكتور فواز بن علي الدهاس مدير عام مركز تاريخ مكةالمكرمة عضو اللجنة الاستشارية في هيئة السياحة والتراث الوطني عضو مجلس التنمية السياحية بالعاصمة المقدسة عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة أم القرى قال إن نشأة العين كانت في العصر العباسي حيث أدركت السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد حاجة مكة للمياه ومايعانيه أهلها والحجاج من شُح مياهها وزبيدة هي أمة العزيز وكان جدها المنصور يراقصها وهي طفلة ويقول أنت زبيدة فاشتهرت بها وكانت من أهل الخيرات ولها مآثر عظيمة منها إجراء الماء إلى مكة لذلك اتجهت همتها إلى تنفيذ مشروع ضخم يتواءم مع مكانة مكة والمسجد الحرام ولو كان من خارج حدودها رغم وجود العوائق الطبيعية التي قد تحول دون تحقيق هذا الهدف؛ لذلك اتجه المهندسون والعمال إلى منطقة حنين ” الشرائع حالياً ” فنقب المهندسون وعمل العمال في الجبال إلى أن سلك الماء من أرض الحل إلى أرض الحرم ونبعت هذه العين من جبل شامخ يقال له “طاد” على طريق الطايف مكة السيل وهو من ديار هذيل يسيل منه الصدر وادي حنين وكان الماء يجري الى أرض يقال لها حنين يسقي بها الزروع والنخيل مملوكة ليعض الناس والى هذه الزروع ينتهي جريان الماء وكان يسمى بحائط حنين فاشترت السيدة زبيدة هذا الحائط وأبطلت تلك الزروع وشقت له القناة في الجبال ثم امرت ببناء البرك عند كل جبل بغية اجتماع الماء بها عقب الأمطار وأجريت في قناة عين الشرايع وعين ميمون وعين الزعفران وعين البرود وعين الطارقي وكل مياه هذه العيون تندفع في ” دبل ” مجرى عين حُنين حتى وصلت بهذه الصورة إلى مكة تزيد وتنقص بحسب الأمطار وكثرتها رسالة من منبر مكة الآن لكل مسؤول يستطيع أن يُعيد هذا الإرث التاريخي للواجهة من جديد ليستفيد منه الجميع في مجالات متنوعة سياحية أو زراعية أو ثقافية ننتظر أن يكون لأمارة منطقة مكةالمكرمة وأمانة العاصمة المقدسة وهيئة السياحة والتراث الوطني ممثلة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة وكل جهة تهتم بتاريخ مكة والحفاظ على مقدرات هذه البلاد المباركة أن يُعيدوها من جديد استثماراً ورعايةً وحفاظاً .