ذكرى البيعة( يدٌ تبني ويدٌ تحمي ) أحمد بن محمد المنصوري*
بسم الله والحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاه وبعد: فَنرفعُ التهنئةَ لخادم الحرمين الشريفين، الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السُّمُوِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهدِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراء وزيرِ الدفاعِ – حفظهما الله – وللشعب السعودي على هذه الإنجازات الَّتي تحقّقَتْ منذُ تَوَلَّي خادمُ الحرمين الشريفين مقاليدَ الحكمِ، فعلى الصعيدِ العالمي كانتْ، ومازالتْ، وستظلُّ المملكةُ تقف بشموخ مع قضايا الأمةِ الإسلاميةِ، ووحدةِ كلمةِ المسلمينَ والعربِ لنصرة المظلومِ وردعِ المعتدين وإيقافِ الأطماعِ التوسعيةِ، من خلال استضافتِها لقمةِ القدس وقمة دول مجلس التعاون الخليجي ,وعلى الصعيد المحلي نهضةٌ شاملةٌ، ومنجزاتٌ شامخةٌ، ومسيرةٌ بناءةٌ، واصلاحاتٌ طموحة ووضعُ الأسسِ المتينةِ لتحقيق التحوُّلِ الاقتصادي، وإعادة هيكلة الوزارات، ومؤسسات الدولة كي تسهمَ بفاعليةٍ في تحقيق التطورِ المنشود والتحوُّلُ المأمولُ الذي يَصُبُّ في تعزيز الناتجِ الوطني. ونحن نعيشُ الذكرى الرابعةِ لهذه البيعةِ المباركةِ لخادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز -يحفظه الله- ووطنِنا الغالي ينعمُ بالأمن والاستقرارِ والرخاء، فضلاً عن الانتصاراتِ والإنجازاتِ الاقتصادية، والعمرانية، واستشرافِ المستقبلِ لهذا الوطنِ الغالي من خلال رؤيةِ المملكةِ (2030)، وهذه المناسبةُ الوطنيةُ العزيزةُ لقلوبنا جميعاً هي ترجمةٌ صادقةٌ لما يشعرُ به كلُّ أبناءِ وبناتِ هذه البلاد الغالية، إذ يتمثل ذلك في التلاحم الفريد بين قيادتنا الرشيدةِ وبين هذا الشعبِ الوفي. وقد تحقق خلالَ هذه السنوات القليلة العددُ الكثيرُ من المنجزات التنموية، والحضاريةِ للمملكة منها تدشين مشروع نيوم ومشروع القدّية ومشروع الفيصلية وشركة رؤى مكة ورؤى المدينةوجدة الجديدة ومشروع الطائف الجديد ومجمع خادم الحرمين الشريفين لأبحاث السنة النبوية بالمدينةالمنورة ومكافحة الفساد وتعزيز النزاهة وعضويتها في مجموعة العشرين , وفي العام الرابع للبيعة المُباركة تحقق عدد من الإنجازات منها على سبيل المثال لا الحصر:- استمرار الإجراءاتِ التنفيذيةِ لتحقيق رؤية ( 2030) وبرنامج التحوُّلِ الوطني بإعادة هيكلةِ كافةِ الوزاراتٍ والهيئاتٍ والمؤسساتٍ لتوحيد الأداء مما يُسهم بإذن الله في تنويع مصادرِ الدخل، وزيادة إيرادات الدولة غير النفطية، لتنفيذ السياسة الجديدة التي تقوم على أنَّ النفطَ أحدُ مصادرِ الدخلِ وليس المصدرَ الرئيسيَّ والوحيدَ للدخلِ في المملكة. ومتابعته المستمرةُ والدائمةُ -حفظه الله – لمشاريع التطويرِ في مجال التوسعةِ والخدمات للحرمين الشريفين وهو المنهج الذي صارت عليه هذه الدولةُ المباركةُ منذُ تأسيسِها مما يسهمُ بإذن الله في تيسيرِ وتسهيلِ أداء المناسكِ للحجاج والمعتمرين والزوار لخدمة(30)مليون معتمرٍ بحلول عام 2030 مما سيحدث – بإذن الله – نقلةً نوعيةً في مكةَالمكرمةِوالمدينةِالمنورة.. ويأتي إنشاءُ الهيئةِ الملكيّة لمكةَالمكرمةِ والمشاعرِ المقدسةِ في السابعَ عشرَ من شهرِ رمضانَ لعامِ 1439ه برئاسة سُمُوِّ ولي العهد. لتحقيق المزيدِ من الارتقاء بالخدمات المقدمة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ,بما يتناسب مع قُدْسِيَّتِها ومكانتِها، ويسهِّل خدمة ضيوفِ بيتِ الله الحرام من الحجاج والمعتمرين , وأيضاً تدشينه – حفظه الله – قطارَ الحرمين في منتصف محرم من هذا العام الذي يُعَدُّ أوّل قطار كهربائي سريعٍ على مستوى المنطقة، ويبلغ طول مساره 450 كلم، بخط مزدوَج يربط خمسَ محطاتٍ في كل من مكةَالمكرمةِ، جدة، مطار الملك عبد العزيز الدولي، مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، والمدينةالمنورة، وتبلغ السرعةُ التشغيليةُ للقطار 300 كلم / في الساعة.. وانطلاق (مبادرةِ مستقبلِ الاستثمار) في نسخته الثانية الذي يضم الشركات الاقتصادية على مستوى العالم يعزز مسيرة المملكة نحو تحقيق رؤية المملكة (2030). وقد وفقه الله وأعانه في الحفاظ على أمن المملكة وحدودها من المطامع الفارسية , وستبلغ المملكةُ – بإذن الله – قممَ المجدِ والنجاح بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسًمُوِّ ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وستتمكن من بناء دولة حديثة تمتلك كلَّ مقوماتِ التطور والنهضةِ الحضارية التي تضمن العيشَ المزدهرَ لكل أبنائها ، وتقضي على كل مخططات التآمر التي تستهدف أمنَ المملكةِ والمنطقة، وستظل المملكةُ حازمةً في وجه المعتدين من أجل حماية مقدساتها وحدودها ، وستقطع كلَّ يدٍ تمتدُّ إليها بالعدوان.. إن ذكرى البيعة الرابعة لخادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز حفظه الله هي مناسبةٌ غاليةٌ على قلوبنا جميعاً نُعبّر فيها عن ولائنا وحبنا لوطننا الغالي ولقيادتنا الرشيدة ، مجددين العهدَ والولاءَ الصادقَ بأن نكونَ على قدر المسؤوليةِ لتحقيقِ ما يتطلع إليه يحفظه الله من عملٍ دؤوبٍ خدمةً للدين والوطن ، داعينَ الباري عز وجل أن يمتِّع خادمَ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالصحة والعافية وأن يمدَّه بعونه وتوفيقه ، وأن يحفظ سموَّ ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السُّمُوِّ الملكي الأمير محمد بن سلمانَ بنِ عبد العزيز آل سعود وأن يديمَ على الوطن نعمةَ الأمنِ والأمانِ والاستقرار إِنه سميعٌ قريبٌ مجيب. *المستشار مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبةِ المشرفة الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي غرة ربيع الثاني 1440ه