لم يعرف التاريخُ فاتحاً أرحمُ وأكثرُ تسامُحاً من العرب .. هكذا علّق غوستاف لوبون. إنّهُم أُمّة بني عرب الذي قال الله عنهم:( كُنتم خير أُمة أُخرِجتْ للنّاس…) ففازت بهذه الخيرية بين الأمم ؛ لأن خيمة العربي يُحترم فيها الوعد المقطوع ،كما قال سلفستر دوساسي. وعزّز الحقُّ سبحانه وتعالى هذه الخيرية بأنْ جعل آخر كُتبه السماويّة بلسان عربي مُبين ، قال تعالى:( وكذلك أنزلناه حُكْماً عربيّاً). واليوم في ظِل هذهِ التحدِّيات ، وتلك العقبات ، وجُل التحالفات ، وكثرة الخلافات ، فإنّهُ من الضروري أنْ نُحافظ على الهويّة والقوميّة العربية من خلال هذا التحالف العربي المشترك ، فهو المحور والمنطلق لتوسيعه إسلاميّاً ؛ حتّى نرسم للشرق الأوسط الجديد خطوط الدفاع ، وزوايا الاقتصاد الحُر ، الذي يعتمد على الاستقرار ، والتطوير والتحديث للأفضل ؛ لخلق الاستدامة الأمنية ، والاقتصادية ، والعسكرية ، والاجتماعية ، فالهدف التنمية ومواكبة العالم تكنلوجيًا ، لإنارة الشرق الأوسط ، كما قال الجبير وزير الخارجية السعودي ، لا كما يريده الفرس في مشروعهم الظلامي ! قال الفرددق: فليسَ قولُك مَنْ هذا بِضائِرِهِ❄العربُ تعرفُ مَنْ أنْكرت والعجمُ. إنَّ عِزَّ العربِ هو استغناؤهم عن الآخرين ، وتحالفهم مع بعضهم البعض ، ومدَّ أيديهم إلى اليدِ الكُبرى ، بأرض الكنانة ، مِصْر ، التي قال عنها حافظ إبراهيم: هَذِي يَدِي عن بني مِصْرٍ تُصافِحكُم❄فصافِحُوهَا تُصافِح نفسها العربُ. ولتستعِدَّ أُمَّةُ لُغة الضاد ، كما قال الشاعر: تنبَّهُوا واستفيقُوا أيُّها العربُ ❄فقد طَمَى الخطْبُ حتّى غاصتْ الرُّكَبُ. وليكُن رأيكم موحداً ، ورايتكم واحدة ، فما يُدير العالم هو الرأي ، وليس الفِكر أو الخيال! وكُلَّما كان الرأيُ موحَّداً ، كُلّما كانت القوّة جِداراً وحائطاً منيعاً ، تتكسّر أمامهُ كُلَّ المقاومات ، وكما يُقال : يُعرفُ الطائرُ من تغريده ، والرّجل من آرائه. ولنؤمن بقانون ( وراء كُلِّ أزمة حل) ، يقول علي بن أبي طالب :( إنّ للنكبات غايات لا بُدّ أنْ تنتهي…)، وما هذا التجييش الإعلامي ضد دولنا ، من أبناء جلدتنا أولاً ، ومن الأجنبي ثانياً ؛ إلّا تحديات ومنغصات تحتاج مِنّا لثبات الرجال التي تُزاحم الجبال حتّى تُحقِّق مرادها وعِزَّها.