رغم وصايا الهيئات المالية العاملة بالمملكة وتحذيراتها من الاقتراض البنكي غير المدروس، إلا أن الاستفتاءات التي تطرحها “مؤسسة وقف الحصالة” عبر حساباتها بشبكات التواصل الاجتماعي، تشير إلى أن الاقتراض ما زال خيار البعض لمواجهة متغيرات الحياة، وأن نقص المعرفة يجعل الكثيرين يحجمون عنه، وعن الاستثمار أيضاً، أو يجهلون كيفية استثمار مدخراتهم. تحت عنوان: ما الذي يدفعك للادخار؟ طلبت المؤسسة من متابعيها المشاركة بالاستفتاء واستطلاع الرأي الخاص بمعرفة المعيقات التي تمنع البعض من الادخار، وجاء شراء البيت في مقدمة الأسباب الداعية للاقتراض بنسبة (53%)، من مجموع عدد المشاركين البالغ (4301) مشاركاً، فيما جاء تسديد الديون في المركز الثاني مباشرة بنسبة (21%)، ما يعني أن البعض يكبل نفسه بقروض وديون جديدة، كي يسدد ديوناً قديمة، وذلك في متوالية هندسية لا تتوقف!. اللجوء إلى الاقتراض ظهر مرة أخرى في استفتاء آخر للمؤسسة، طرحت عبره سؤالاً لمعرفة كيفية تعامل المواطنين مع ازدياد المصاريف الأُسرية، خاصة مع دخول الأعياد والمدارس. إذ قال (15%) من نسبة المشاركين إنهم يلجئون للاقتراض لتغطية تلك الزيادات، ما يعني عدم وجود تخطيط مسبق لديهم لمواجهة تلك الزيادات، رغم أن مواعيد المواسم ودخول المدارس معروفة ومحددة زمنياً!. أما بالنسبة للاستثمار، والجهل بطرقه وكيفيته، فقد اتضح أيضا ًمن استفتاء أجرته المبادرة حمل سؤالاً لمتابعي حسابها مفاده: ما الذي يعيقك عن الاستثمار؟. إذ أجاب ما نسبته (28%) على السؤال بالقول: نقص المعرفة والخبرة. وبلغ عدد المشاركين في الاستفتاء (3606)، وكان من بين الأسباب الأخرى المعيقة عن الاستثمار: عدم توفر رأس المال، وعدم الرغبة بالاستثمار نفسه!. يُذكر أن “الحصالة” عبارة عن مبادرة سعودية تطوعية، مجتمعية، تُعنى بالتوعية بأضرار التأثيرات الاقتصادية السيئة للإسراف على حياة الفرد والمجتمع، وتهتم بتوعية النشء والمجتمع بأهمية الادخار، والاستثمار المبني عليه، وقد أسسها الإعلامي سعد الحمودي كمبادرة بالبداية، ثم تحولت إلى مؤسسة وقفية، تحمل رؤية واقعية للادخار وطرق تنفيذه، وتراعي الفوارق الاجتماعية بين فئات المجتمع المختلفة، وتعمل على إرشاد كل فئة إلى ما يناسبها من سبل ادخارية فعالة. وتحمل المبادرة الوقفية كماً كبيرا ًمن المخرجات المفيدة للمجتمع، إذ تضم مواداً إعلامية منوعة، وحسابات تفاعلية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكتباً، ومواد فيلمية وصوتية، وورش عمل مختلفة، ودورات تدريبية للأطفال والكبار، وحلقات إذاعية ثرية بالنصائح والتوجيهات، والخطط المدعمة بالأرقام والإحصاءات، والرسومات البيانية، وغيرها من مخرجات منوعة.