عبدالمحسن محمد الحارثي إنّها حركة الإخوان المسلمين ، عُرِفَ عنها أنها وقفت متصدِّية لموجة المدِّ العلماني في المنطقة العربية والإسلامية واليوم تعقد تحالفات إقليمية عربية وإسلامية مع شيعة العرب الأصليين ، وشيعة إيران المزيَّفين ، بل تعدّى ذلك لعقد شراكات مع ألدِّ أعدائهم من العلمانيين الأتراك … بدأت الحركة في غلافٍ ديني مالبثت وأنْ تحوّلت إلى سياسي ، وعسكري مستقل ، شاركوا في حرب فلسطين عام 1948م بقوات خاصّة بهم ، وكذلك ما يتبعهم من الحركة في دول عدّة ، منها : العراق وسوريا والأردن ولبنان ، حيث تحركت جيوش الإخوان بصفة مستقلّة عن الجيوش العربية . وفي نوفمبر من عام 1948م ؛ أصدر محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء المصري آنذاك قرارهُ بحل جماعة الإخوان المسلمين ، ومصادرة أموالها واعتقال أبرز قياداتها. وفي ديسمبر من العام نفسه اُغتيل النقراشي ، واتُّهِم الإخوان بقتلهِ .. وهتف أنصار النقراشي في جنازته بأنّ رأس النقراشي برأس البنا – مُؤسس حركة الإخوان عام 1941م- الذي اُغتيل في 12 فراير عام 1949م . جاءت وزارة النحاس سنة 1950م ؛ فأفرجت عن الجماعة بناء على حُكم مجلس الدولة الذي نصّ على أنّ أمر الحل باطل من أساسة . في شهرإكتوبر من عام 1951 اشتدت الأزمة بين بريطانيا ومصر فشنَّ الإخوان حرب عصابات ضد الإنجليز في قناة السويس . وفي عهد جمال عبد الناصر دخل الطرفان في سلسلة من الجدل والخصومة تطوّرت حتّى قامت الحكومة سنة 1954م باعتقال الإخوان وتشريد الأُلوف منهم بحجّة أنهم حاولوا الاعتداء على حياة عبدالناصر في ميدان المنشيّة بالأسكندريّة … لقد نادى الكثير من مرشدي الإخوان تحت شعار ( أنّ الدّعوة ينبغي أنْ تعمل بالحكمة وأنْ تنبذ العُنف والتطرُّف )،ولكن هيهات! إنّها الفتنة الشيطانيّة التي طالما يرسم لها أعداء الحُريّة والتطوير ، بل يُشيطنون لها كُل من يدعو لمواكبة العصر وملاحقة ركب التقدُّم والتحديث. لماذا هذا التحوّل من حركة دينية إلى حركة سياسية ، بل عسكريّة على غرار حزب الله في لبنان ، ولكنّ مشجعينهم لم يصدقوا معهم وإلّا لما كان هذا حالهم ، ولم تكن هذه مدرستهم … واليوم في ظل وجود المموّل القوي لهذه الجماعة – ممثلة في حكومة قطر الحالية -ستجد الحركة قوية في مصر ، وليبيا، والعراق ، وسوريا، واليمن ، وغيرها.. عندها فالينتظر المنتظرون لِما تؤول إليه الدنيا من تغيرات إنْ لم يستنهض الحكام العرب أجنداتهم.