سلمان بن زيد بن مبارك الرشود* أصبح في وقتنا الحاضر ضرورة الإنتقال من العملية التعليمية التقليدية إلى تعليم التكنولوجيا التقنية مع عدم تهميش التعليم التقليدي لحاجة المتعلم له فالتقنية منتجة لمعرفة الأشياء الفنية والعلمية والحاسوب المتقدم والبرمجة الرقمية فديننا الحنيف يحث الإنسان المسلم بأن يكون واعيا ومجتهدا في جميع أمور حياته بعد أمور دينه كالتطوير في الصناعة و الإبداع فيها وغيرها مما يفيد ولا شك أن طبيعة الإنسان يحب السعي الدائم إلى رسم ذاته وشخصيته و العمل على التغيير إلى الأفضل والإستفادة من طاقاته من خلال ما يخترعه ويبتكره من آلات التقنيات وجميع أنواع الفنون النافعة له ولبلده حتى يكون منتجا ومبدعا فالإنسان المسلم يسعى من خلال الإبداع إلى تجاوز مراحل كثيرة ممن تقدم عنه فيصبح هو في المقدمة وتوجه الأنظار إليه ويشار له بالبنان فيبرز قدراته و تأكيد ذاته على مستوى الأفراد والمجتمعات فلو نظرنا للتقنية بنظر المسلم الجاد المجتهد صاحب الهمة لوجدنا أن التقنية مرتبطة بالإنسان المسلم منذ القدم بل بعض علماء المسلمين في السابق كانو من السباقين في الاختراعات والابتكارات كعلم الرياضيات والأحياء والفيزياء وعلم النفس وغيرها ولكن ومع تقدم الزمن وجد من الناس من يخذل علمائنا في التطور والتقدم والإبتكار فالتقنية ترتبط بالفكر والعقل لذا وجب علينا الإجتهاد والمسارعة لمسابقة الزمن في التطوير والإبداع التقنية خطة حياة يرسمها الإنسان لتصنيع جميع ما يتعلق بها وهذا يعني أنها فكر و سلوك حضاري وهادف ومميز و ليست مجرد موضوعات وأطروحات يتسلى الإنسان بالتحدث عنها علينا أن لا نمكث على الطريقة السابقة من التعليم التقليدي بدون تطوير وصنع للذات الشخصية للإنسان ولبلده فهذا مفهوم خاطئ بل لنبين للجميع أننا قادرون بإذن الله تعالى على التطوير في جميع أمورنا مع عدم الحاجة للغير فنكون في مصاف الدول العظمى المتقدمة تعليميا وثقافيا وحضاريا بل في المقدمة بإذن الله تعالى فعلينا بعد التوكل على الله والاستعانة به الانطلاق إلى التطوير والتعليم المتقدم في التقنية وجميع أنواع الفنون المفيدة مع بقاء أساسيات المناهج الدينية فهي الأساس كما أن التقنية مرتبطة بالروح والنفس وبربط التعليم الديني مع التعليم المتطور فنيا وتقنيا يكون بالمعنى الواضح والدقيق أنه ميزة للبلد المسلم عن بقية البلدان فالتقنيات والفنون والابداع تميز البلدان والمجتمعات بعضها عن بعض فكيف بربطها مع الدين الاسلامي لقد أصبحت التقنيات والفنون في وقتنا الحاضر شكلا أساسيا ومهما في حياة الإنسان والمجتمعات وديننا الإسلامي الحنيف لا يرضى بالمسلم أن يكون في الوراء بل يحث على التقدم والمسابقة وأنه قادر على تحدي الأزمان والضروف بتوفيق الله عز وجل والتقنيات والفنون ليست مجرد أدوات أو آلات بل هي فكر مرتبط بالعلم الذي أصبح يسيطر على الحياة الإنسانية والتقنية والعلم والمجتمع بينهم علاقة متبادلة ومتداخلة فالإبتكار والتجارب العلمية تؤدي إلى ابتكار آلات تقنية حديثة مع الإبداع في التطوير فيرتبط بالمصالح الإقتصادية للمجتمع فالعلم و التقنية يشكلان ثقافة وفكر مميز للمجتمع والتقنية تكون في الهندسة والحرف والصناعة والبرمجة والحاسوبات وغيرها مما يتعلق بالتقنيات وجميع أنواع الفنون المعاصرة العلم النظري يمكن الإنسان من فهم و معرفة القوانين المتحكمة في الظواهر الطبيعية ويمكن من ابتكار تقنيات تساعد الإنسان على التحكم في الطبيعة و تسخيرها لخدمة مصالحه بعد توفيق الله تعالى فلا بد من بذل أقصى الجهود من أجل استخدام العلم والتقنية للسيطرة على الطبيعة وامتلاك طاقاتها ومواردها وفق الله ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه *إمام وخطيب جامع القاسم بمكة المكرمة