سلمان الرشود* الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فشريعتنا الإسلامية السمحة جائت لتكريم الإنسان قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) وإن من الأمور المسلمة احترام الناس بعضهم لبعض عموما واحترام الزوجين لبعضهما خصوصا لأن بهما تقوم الحياة الزوجية فعلى الزوج احترام الزوجة وأهلها وأن يكون الزوج لينا هينا متسامحاً قال صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ) وقال صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ) وعلى الزوجة احترام زوجها وأهله ولتعلم أن المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا ؛ فعَنْ عَبْدِ الّلهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "الدّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدّنْيَا المَرْأَةُ الصّالِحَةُ". رواه مسلم وتبادل الإحترام واجب على الجميع قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) لكنه ربما تتعثر حياة الزوجة مع زوجها لسبب أو آخر فترى الزوجة أن حياتها مع زوجها لاتطاق وقد يرفض الزوج طلاق زوجته فجعل الله لهذه المرأة حلا مشروعا وعادلا يضمن حق المرأة ولايضر بزوجها والشريعة الإسلامية السمحة جائت لتكفل لكل واحد حقوقه وكرامته قال جل وعلى ( فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) وهذا الحل هو طلب المرأة الخلع من زوجها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جائت امرأة ثابت بن قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني لا أعتب على ثابت في دين ولا خلق ولكني لا أطيقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتردين عليه حديقته ؟ قالت : نعم ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها ) رواه البخاري فطلب الخلع على أمرين الأول : أن يكون هناك سبب وجيه لهذا الطلب كأن يكون الزوج مقصرا في حق الله عز وجل مثل ترك الصلاة وغيره من حقوق الله من فعل الواجبات وترك المنهيات فإن على الزوجة مناصحته بالمعروف لعله يتوب وهذا هو المطلوب والواجب بين الأزواج فإن تاب وإلا طلبت الطلاق أو الخلع وإما أن يكون مقصرا في حقها كسوء خلقه أو بخله أو ضربه لها فالأفضل لها أن تصبر وتحتسب الأجر من الله وإلا جاز لها طلب الخلع إذالم تطيق ذلك ولايعاب عليها بطلبها لأنه مشروع لها الثاني : أن لا يكون هناك سبب وجيه فيحرم على الزوجة طلب الخلع لأن بطلبها هذا تنهي الحياة الزوجية التي رغب الله في إقامة هذه الحياة قال صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه الترمذي فمن الأسباب التي ربما تكون هي الأكثر شيوعاً بين الأزواج عدم صرف الزوج على زوجته أو بخله عليها أو احتجاجه بأنها موظفة أو إلى غير ذلك وهذا خطأ وليس من حق الزوج فعل ذلك بأن يترك الصرف أو يكون بخيلاً قال تعالى في بعض صفات عباد الرحمن ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفو ولم يقترو وكان بين ذلك قواما ) وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله إذا كانت الزوجة موظفة لها مرتب جيد فهل يجب على الزوج الإنفاق عليها وما هو الحال إذا كان دخله قليلاً ؟ فأجاب رحمه الله: إن المرأة يجب على زوجها الإنفاق عليها وإن كان لها مرتب جيد لأن إنفاقه عليها عوض عن الإستمتاع بها حتى ولو كان دخله قليلاً إلا إذا طابت نفس المرأة في التسامح عن زوجها فيما يتعلق بالإنفاق فالأمر إليها . ونصيحتي للجميع الصبر والتحمل ولا يوجد بيت كامل وكما يعلم الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من زوجاته شهرا كاملا وهو بيت النبوة . أسأل الله للجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.