- متابعات:-أكد فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، أن على الحاج البقاء في منى ليلا ونهارا، لافتا إلى أن البقاء ليلا واجب والنهار مستحب، مستنكرا استعجال بعض الحجاج وقطع حجهم للخروج هنا وهناك. وقال فضيلته مستنكرا: لماذا يأخذ الحاج بعض الليل ؟ ، فليكمل الليل في منى لأنه في عبادة ومنى مشعر من مشاعر الله.. مؤكدا أن على الحجاج ألا يستعجلوا ويقطعوا حجهم بالرخص إلا إذا عرض لأحدهم عارض فلم يستطع إكمال الليل فله أن يخرج من منى لأجل العارض الذي أصابه، أما ما دام متمكنا وقادرا فإنه يستكمل الليل، مبينا أن المجزئ من المبيت أن يبقى معظم الليل أكثر من النصف، والأكمل أن يستكمل الليل، وأكمل الأكمل أن يبقى الليل والنهار في منى. وفيما يتعلق بأخذ الأجرة على الإنابة في الحج، قال الشيخ صالح الفوزان : إن النيابة مشروعة عند الحاجة إليها، وإذا أخذ النائب شيئا من المال لأجل أن يتزود به في سفره، وينفقه في حجه لتكاليف الحج من أجورات، وتنقلات، وذبح الهدي، فلا بأس بذلك، لأن هذا يعين على الحج، وإذا فضل عنده شيء، وكان الذي دفع إليه لم يطلب إرجاعه، فإنه يكون له لأن صاحبه سمح به، أما أن يحج الشخص لأجل هذا المبلغ فإنه لايجوز، وليس له حج، لأنه قصد الطمع في الدنيا .. فإلى التفاصيل: بعض الناس يسمي حجر إسماعيل بهذا الاسم، هل هذه التسمية صحيحة ؟.. هذا أمر مشهور عند الناس، ولا أعرف له سندا، إنما الأصل بالحجر أنه يسمى الحطيم، والاسم المعروف هو الحطيم، لأنه احتطم من الكعبة لما أرادت قريش أن تبني الكعبة في الجاهلية، وقصرت النفقة، وكانوا لا يدخلون في بناء الكعبة إلا من المال الحلال الطيب، فقصرت عليهم النفقة، فقصروا الكعبة من الجهة الشامية، وكان من ذلك الحجر لأنه محتجر من الكعبة، ومحتطم من الكعبة وأقيم عليه جدار حاجز إشارة إلى أنه ليس من المطاف، وإنما هو من الكعبة، فهذا هو الأصل في الحجر حين سمي حجرا، لأنه محتجر من الكعبة، ومحتطم من الكعبة. الحج أم الدين هل يجوز لي الذهاب إلى الحج، وعلي دين علما بأن مال الحج أيضا من الدين ؟. لا، إذا كان ما عندك شيء يسدد الدين فلا تحج، وليس عليك حج لأنك غير مستطيع، أما إذا كان عندك مال كثير تستطيع أن تحج منه وتسدد الدين فلا بأس بذلك لأنك غني، المهم أن تؤمن ما يسدد الدين، فإن بقي شيء فحج، وإلا فالدين ألزم وليس عليك حج وأنت مدين. النفرة من مزدلفة هل يجوز للقادر أن ينفر من مزدلفة بعد منتصف الليل ؟. كبار السن والعجزة وصغار السن والنساء الذين لا يستطيعون الاستمرار في مزدلفة إلى بعد الفجر، فلهم أن ينفروا بعد منتصف الليل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهم بذلك رفقا بهم، أما الإنسان القوي، فإن الأفضل والأولى له أن يبقى، ويستكمل ليلة مزدلفة، ويصلي فيها الفجر ويذكر الله بعد صلاة الفجر، ثم ينفر إلى منى هذا هو الأحوط له، والأفضل له، لأنه جاء يريد الحج، فلماذا يستعجل وهو قوي وليس بحاجة إلى أن ينفر. استعجال الحجاج هل يجوز للحاج البقاء في منى أيام التشريق جزءا من الليل؛ وما هو أقل الوقت الذي يمكن البقاء فيه؟. كما ذكرنا لكم.. إن الحاج جاء يريد الحج فيكمل المناسك، لماذا يستعجل ؟ لماذا يأخذ بعض الليل؟.. ينبغي أن يكمل الليل في منى، هو في عبادة، ومنى مشعر من مشاعر الله، فيكمل الليل فيها، بل مطلوب منه أن يبقى في النهار أيضا أيام منى. فالرسول صلى الله عليه وسلم بقي فيها ليلا ونهارا، لكن الليل واجب والنهار مستحب، هذا هو المطلوب من الحجاج، فعليهم أن لا يستعجلوا، ويقطعوا حجهم بالرخص وبالتطلعات هنا وهناك، لأنه جاء للعبادة، وجاء حاجا فيكمل مناسكه، لكن لو عرض له عارض ولم يستطع المبيت، أو لم يستطع إكمال الليل فله أن يخرج من منى لأجل العارض الذي أصابه، أما ما دام متمكنا وقادرا فإنه يستكمل الليل، هذا هو الأفضل له. والمجزي من المبيت أن يبقى معظم الليل أكثر من النصف، هذا هو المجزي، والأكمل أن يستكمل الليل، وأكمل الأكمل أن يبقى الليل والنهار في منى. حبوب منع الدورة هل يجوز للمرأة أن تتناول حبوب منع الحيض لكي تتمكن من أداء فريضة الحج كاملة؛ فهل لها ذلك ؟.. تعني بذلك الحيض وحبوب منع الحيض.. لأن الحمل لا يمنع من الحج، فهي تسأل عن تناول حبوب منع الحيض.. فلا بأس بذلك، إذا استشارت الطبيب وأخبرها أن تناول هذه الحبوب لا يضرها في المستقبل، فلا بأس أن تتناولها للحج. تغطية وجه المرأة هل في الحج، أو العمرة، يجب أن تكون المرأة كاشفة لوجهها ويدها ؟. من قال إنه يجب أن تكون كاشفة لوجهها، ما قال هذا أحد يعتد بقوله، إنما لا تغطي وجهها بالمخيط للوجه كالبرقع والنقاب المخيط للوجه خاصة، فلا تغطيه به، أما إنها تغطيه بخمارها أو بثوبها فهذا أمر واجب عليها، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، فإذا مر بنا الرجل سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه)، فدل على أن ستر الوجه في الحج واجب عند وجود الرجال، لكن بغير البرقع والنقاب، فيمنع البرقع والنقاب فقط، وأما ستر الوجه بغيرهما فلا مانع منه، بل هو واجب. الحج عمن لا يصلي عندي عمة ماتت وكانت لا تصلي ولا أدري لماذا هي لم تصل؟ هل يجوز أن أحج عنها لعل وعسى أن يغفر الله لها ؟. إن كنت تعلمين أنها تاركة الصلاة بخلل في عقلها عند الإدراك فلا بأس، أما إن كنت تعلمين أنها تركت الصلاة بغير عذر يمنعها من الصلاة فلا تستغفري لها، ولا تدعي لها، لأن من ترك الصلاة متعمدا فإنه يكون كافرا كفرا مخرجا من الملة، إلا إن كنت تعلمين أنه خلل من العقل تركت الصلاة لأن ما عندها عقل، ولا عندها إدراك فلا بأس، هذا عذر لها عند الله عز وجل. طواف الوداع في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا آخر عهدكم بالبيت»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. فهل يلزم في العمرة أن يكون آخر العهد بالبيت، أم لا يلزم ذلك وهو خاص بالحج ؟. صحيح أن هذا خاص بالحج، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب به الحجاج كان الحجاج ينفرون من كل وجه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم : « لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت» ، فهو خاص بالحج، أما العمرة فالجمهور على أن ليس لها وداع، وأيضا الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحج وكان يعتمر والصحابة كانوا يعتمرون، ولم يرد أنه أمرهم بالوداع، ولا أنه أعلن الوداع للعمرة.. هذا ما ورد.. فالصحيح أن الوداع خاص بالحج، وأما العمرة فلا وداع لها. أصيبت بإغماء امرأة أصيبت بإغماء أدخلها المستشفى وهي في حالة غيبوبة لا يعلم إلا الله شفاءها، وذلك قبل أدائها لطواف الإفاضة، ما الذي ينبغي علي فعله تجاهها ومتى يكتمل حجها ؟. ما يكتمل حجها إلا بطواف الإفاضة، فإنها تنتظر حتى تشفى، ثم تطوف إما بنفسها وإما بأن تحمل، إذا يمكن حملها على الشيالة فتحمل، ويطاف بها، وإن كانت تستطيع المشي تمشي فتطوف، وإلا فإنها تبقى في نفسها، ولا يقضى عنها بدليل أن الذي وقصته راحلته قال النبي، صلى الله عليه وسلم: « كفنوه بثوبيه، ولا تخمروا رأسه، ولا تمسوه طيبا، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا» ، ولم يأمر بأداء المناسك عنه.. فهي تبقى على ما هي عليه إلى يوم القيامة، وتبعث يوم القيامة حاجة، وأنها في نسكها. الحج دون إذن أعمل في القطاع العسكري وأريد الحج ويكون عندي عمل في وقت الإجازة لمدة يومين إلا أنه في أيام الحج لا يكون عندي عمل نهائيا، فهل يجب علي أن أستأذن للحج أم لا ؟.. لا بد أن تستأذن من مرجعك، لأنه ربما يطرأ شيء ما فيحتاجونك للعمل، فلا بد من الاستئذان إذا أردت أن تحج، فأنت جندي، أو عسكري فلا بد من الاستئذان من مرجعك حتى ولو كان ما عندك عمل كما ذكرت في أيام الحج، فربما يطرأ عمل، أو تحدث حوادث. مكياج المرأة كنت قد حججت مع حملة في أحد الأعوام السابقة، وكان النساء في مكان خاص بهن، وقد وضعت الزينة والمكياج على وجهي، علما أنها لا تحتوي على طيب، وقد أنكرت علي إحدى الداعيات وأن وضع ذلك أثناء الإحرام لا يجوز، هل هذا صحيح؟، علما أننا عندما نخرج إلى مجمع الرجال نستر الوجه بالكامل؟. لا.. لا مانع من ذلك، الممنوع هو الطيب، فالمحرمة لا تمس طيبا، لا المحرمة، ولا المحرم لا يمسا الطيب، ولا يتخيط وهو محرم، وما دامت الأصباغ هذه ليس فيها طيب، فلا مانع من استعمالها بشرط أن تحتجب إذا خرجت إلى الرجال، ولا تظهر زينتها، ولا تظهر أظفارها، بل تحتجب وتستر نفسها والإحرام لا تخل به مسألة الأصباغ، والمساحيق التي ليس بها طيب. الإنابة بأجرة تعرض علي في بعض الأعوام حجج بمبالغ: 4000 ريال وأخيرا 5000 ريال هل يجوز أخذها للحج؛ وهل يجوز على العموم أخذ تكاليف الحج كسعر النقل وسعر الهدي ؟.. النيابة في الحج مشروعة عند الحاجة، وإذا أخذ النائب شيئا من المال لأجل أن يتزود به في سفره، وينفقه في حجه لتكاليف الحج من أجورات، وتنقلات، وذبح الهدي، فلا بأس بذلك، لأن هذا يعين على الحج، وإذا فضل عنده شيء ، وكان الذي دفع إليه المبلغ لم يطلب إرجاعه، فإنه يكون له لأن صاحبه سمح به، وما قال له: أرجع لنا الباقي، دفع له المبلغ، وقال له: حج منه، فحج منه، وإن بقي منه شيء فهو لك، وإن صرفته كله على نفسك.. وأما أن تحج من أجل المبلغ فهذا لا يجوز، وليس لك حج، إذا كان قصدك المبلغ، وقصدك طمع الدنيا فلا تحج، لأن حجك غير صحيح، لأن هذا من طلب الدنيا بعمل الآخرة، والله جل وعلا يقول: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار )، والشيخ محمد بن عبد الوهاب عقد بابا في كتاب التوحيد، فقال: (باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا)، فذكر هذه الآية.. فالمهم هو القصد.. فإن كان قصدك المال فلا تتعب نفسك، لا تحج.. وإن كان قصدك الحج وتأخذ المال للاستعانة به على الحج فلا بأس.. ولهذا يقول العلماء من حج ليأخذ فلا يحج، ومن أخذ ليحج فليأخذ، فرق بين العبارتين من أخذ ليحج فليأخذ.. وأما العكس من حج ليأخذ فلا يحج.