نعم احتشدت الجموع في جوامع ومساجد المملكة واكتضت المنابر بالأصوات والطرق ازدحمت وخرجت الجموع ملبين نداء الحق وصوت الأذان الذي دوى في الأرجاء منادياً الله أكبر. نعم الله أكبر .. صوت يعلو ولا يُعلى عليه . نعم اليوم كان الكل على الموعد في خروجهم يداً واحدة وقلباً واحداً ونهجهاً ومنهاجاً واحداً . أيها السعوديون العقلاء .. اليوم أخسأتم الأعداء وأخرستم الألسن ووأدتم الفتنة في مهدها وأعلنتم أن صوت الحق دائماً منتصر .. اليوم أثبت الشعب السعودي النبيل وقوفه صفاً واحداً ضد كل من يحاول زعزعة أمن وطنه والنيل من قيادته ؛ اليوم لقن السعوديون أعداء الوطن درساً قاسياً وصفعة قوية أنهكت خططهم وخارت بها قواهم . ماأراد به الخونة والأعداء من سوء لهذا الوطن الغالي.. قبلة الإسلام والمسلمين قد اصطدم بجبال راسية ورجال أشاوس وجنوداً صناديد اتحدوا في صورة دينية وطنية لا مثيل لها في الذود والدفاع عن أشرف الأوطان التي بها أقدس البقاع . حراكهم المزعوم قد خبت ناره وانطفأ ضوءه .. أخمده التوحيد والوحدة الوطنية السعودية التي دائماً ما تُثبت الكثير والكثير من الانتماء والحب لهذا الوطن وقادته والتي أثبتت كذلك أنها السد المنيع والحصن العتيد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وأمان بلاد الحرمين الشريفين . حراكهم أثبت مقولة انقلب السحر على الساحر … نعم ومن يراقب الموقف يرى ذلك جلياً وواضحاً كالشمس في رابعة النهار. اليوم ذالك الحراك أثبت فشله وفشل أهل القلوب الحاقدة والنفوس الضعيفة الذين مافتئوا يبثون مقاطع الفيديو ورسائل الفرقة والحقد إيماناً منهم أن حراكهم الزائف المدعوم المزعوم سيكون تحقيقاً لحلمهم ولم يفكروا ولو للحظة واحدة أنهم سيصطدمون بمواطنين صالحين واعين لما يُحيط بهم فلم تعد تنطلي عليهم أفكار أولائك الفاسدين والحاقدين وما يبثونه من سموم في مواقع التواصل الاجتماعي ؛ لم يعلموا أن كل تلك النوايا تم قبرها في مهدها وأخرجت تلك الحملات المغرضة مالم يتوقعوه من أبناء هذا البلد الكريم النبيل الشريف. أيها السعوديون .. كونوا حول قيادتكم يداً واحدة وصفاً واحداً مع علماء الدين وحكام هذا الوطن ولتعلموا أن مايريده أولائك الخونة هو زوال ماتنعم به هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان والخير والاطمئنان ورغد العيش، ولذلك الأعداء يحسدوننا على هذه النعمة العظيمة، ويريدونها أن تتحول لبلاد تعمها الفوضى والفتن وسفك الدماء وكل ذلك نتاج لهذه الدعوات التي هي ضدك أيها المواطن الكريم، وضد أمنك ودينك وعقيدتك وأخلاقك ولتعلم أن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الأمن والأمان في الوطن، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس، نعمة افتقدتها كثير من الأوطان من حولنا . هذه النعمة كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حينما قال: "رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات".. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن، على نعمة الطعام والغذاء، لعظمها وخطر زوالها. إن الديار التي يُفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال.. وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس، وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء. كما علينا أن نستشعر ما قامت وتقوم به حكومة هذه البلاد من جهود في سبيل راحة المواطن وخدمة الحرمين الشريفين ونصرة الدين في كل مكان ومساعدة المحتاجين في بقاع الأرض . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وولِ علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين..