شدد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي ،الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، على عدم المجاملة والتهاون والتساهل مع المجاهرين بالمعاصي ، مطالباً بفضحهم ورفع أمرهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع ، حاضاً إزاء ذلك بالستر على مرتكب المعصية الموجبة للحد، وأن لا يبلغ عنه ليقام عليه الحد ، وبأنه "يجب على مغسلي الموتى كتمان عيوبهم وعدم إفشاء أسرارهم كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم". جاء ذلك في برنامجه الاسبوعي "استديو الجمعة" على إذاعة نداء الاسلام ،أمس ؛ حيث قال: "هناك صنف من الناس وهم المجاهرون الذين يحبون نشر المعصية والذين يدعون الناس إلى الفجور؛ مثل بعض الناس يأتي ويقول ذهبت للدولة الفلانية فيها بنات وخمور وكذا ويتمدّح فيها من أجل أن يسوق الشباب إلى تلك البلد" ، مضيفاً: "هذا مجاهر متهتك ليس له حرمة ولا يستحب أن يستر عليه ؛ بل يظهر حاله للناس حتى يجتنبوه ، وينبغي رفع أمره للقاضي حتى يقيم عليه ما يستحق". وقال مبيناً: "ستر مثل هؤلاء المجاهرين بالمعاصي يطمع في مزيد من الأذى والمعصية ، وأيضا ليس لهم غيبة لأنه بأنفسهم أعلنوا هذا الفحش كما قال الإمام أحمد بن حَنْبَل ،رحمه الله "إذا كان الرجل معلنا بفسقه فليس له غيبة" فيجوز الحديث فيهم وتحذير الناس منهم". ولفت "المطلق" إلى أنه يجب على مغسلي الموتى الستر والكتمان على المتوفين ، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الذين يغسلون الموتى أنهم لا يفضحونهم ولا ينشرون شيئا مما رأوه على أجسادهم ، فقال صلى الله عليه وسلم مرغباً بالستر "من غسّل ميتاً فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة". وأكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي على أن الستر يستحب مطلقاً على مرتكب المعصية الموجبة للحد ؛ وقال: "لو رأى الإنسان شخصاً ارتكب معصية موجبة للحد مثل شرب الخمر أو فاحشة الزنا ونحو ذلك يستحب أن يستر عليه ، وأن لا يبلغ عنه ليقام عليه الحد ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لزوج أم ماعز الذي حمله على الاعتراف "هلاّ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ". وحذر من جعل غيبة الآخرين والتشهير بعيوبهم فاكهة المجالس ، وأوصى الجميع قائلاً: "استعينوا بالله واستروا على إخوانكم ولا تعتبروا عيوبهم فاكهة المجالس ؛ البعض إذا سمع شيئا من عيوب الآخرين طار بها فرحا وحاول أن ينقلها لأكبر عدد من الناس". واستنكر الجرأة لدى من وصفهم بالسيئين عبر الخوض والحديث في شئون حياتهم الزوجية الخاصة ، مشيراً إلى أن "بعض الأزواج من يجاهرون بعلاقاتهم الخاصة ويتحدثون بأمور الفراش" ، وأضاف: "المجاهرون بالمعاصي من أشد الناس ذنبا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَاهرة أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ".