توماس ايديسون، ألبرت اينشاتين، نيوتن وفان غوخ، هؤلا ينظر لهم على أنهم من عباقرة ومشاهير العلوم والفنون، ولطالما درسنا نظرياتهم أو شاهدنا أعمالهم في حياتنا. ولكن ما يعلمه القليل منا أن هؤلاء العباقرة كانو في يوم ما مصابين بأحد انواع الاضطرابات والمسمى اضطراب التوحد. إذ تعرّف منظمة الصحة العالمية اضطراب التوحد بأنه عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ. ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر. وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار عدد من الاهتمامات والأنشطة التي لديه. وتشير التقديرات المستمدة من المنظمة إلى أن طفل واحد من بين كل 160 طفلاً يصاب باضطرابات التوحد. وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتتباين معدلات انتشارها تبايناً كبيراً بحسب الدراسات، بيد أن بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك. أما في المملكة العربية السعودية فتذكر الاحصاءات إلى وجود اكثر من 250 الف طفل مصاب باضطراب التوحد. وحتى الان لم يجد الطب الحديث علاج ناجح للتخلص من اضطرابات التوحد بكافة اشكاله، وتعتمد منظمات الصحة والأجهزة الطبية على توجيه نصائح للاباء بضرورة الكشف المبكر لأطفالهم عند ظهور اعراض مثل من بطء او تأخر في مهارات التواصل أو وجود تصرفات تنم عن عدم وعي بمحيطهم، للتخفيف من نتائجه عبر برامج تأهيلية تساعد الطفل التوحدي في إعادة بناء علاقات التواصل والوعي والادراك. وللتوعية في أهمية معالجة اضطراب التوحد عبر التدريب والتعليم في سن مبكر، ومعاملة الاطفال المصابين بهذا الاضطراب معاملة طبيعية وإتاحة المجال لهم ليكونو فاعلين في مجتمعاتهم ، خصص العالم الثاني من أبريل في كل عام كيوم توعوي للمصابين باضطرابات التوحد. وفي عام 1410، صدر القرار السامي بتأسيس الجمعية السعودية للتوحد، لتكون أول جمعية رسمية ذات صفة اعتبارية تساعد وتساهم في إيجاد الامل امام المصابين باضطراب التوحد وعائلاتهم. وعن هدف الجمعية السعودية للتوحد، يؤكد الدكتور طلعت الوزنة، أمين عام الجمعية بأن "هدف الجمعية هو تأهيل الاشخاص من فئة التوحد ليكونو افراد فاعلين في المجتمع وقادرين على الاعتماد على انفسهم بالاضافة إلى توعية المجتمع نفسه بضرورة التكاتف ومساندة هؤلاء الافراد الذين يشكلون جزءً من النسيج المجتمعي." ويضيف الدكتور طلعت بأن "الجمعية ومنذ تأسيسها تتلقى دعم ولاة الامر والحكومة الرشيدة لتنفيذ تبني السياسات والبرامج التي تساهم في تطوير وتكثيف الخدمات الشاملة للمصابين باضطرابات التوحد وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخيرية والاهلية المعنية بهذه الفئة." ولعل أبرز الداعمين لهذه الفئة الغالية هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز "رحمة الله" والذي أطلق حملة سنوية على مستوى المملكة لدعم اطفال التوحد وتوعية المجتمع بهم منذ 13 عاماً ومستمرة حتى يومنا هذا، إذ انطلقت حملة هذا العام بتاريخ 2 ابريل 2017 وحملت شعار "أنا توحدي تقبل طبيعتي" لتتواكب مع اليوم العالمي لاضطراب التوحد. وشملت فعالياتها تنفيذ محاضرات توعوية ,ومعارض, ومرثونات, وعروض دراجات، وتواجد في الاسواق والحدائق العام من خلال الجهود التي تبذلها الجمعية عبر مركزها الرئيسي في مدينة الرياض وفرعيها في كل من جدة والدمام.