وجبة من الإبداع المنوع قدمها نادي مكة الثقافي الأدبي ، مساء الاثنين 7/6/1438ه، تحت عنوان ( مسامرة أدبية ) ، شارك فيها الشاعر عبدالله بن صالح آل جازان ، والشاعر محمد علي العرافي ، والقاصة مريم خضر الزهراني .. وأدارتها الدكتورة أميرة سمبس ، والأستاذ هاني الشريف .. كان البدء مع فاتحة معبّرة للدكتورة سمبس ، وصفت فيها (المسامرة) بساحة للكلمة لمن وجد في نفسه ملكة القول المبدع ، حيث يطلق العنان لمواهب الأدباء في لقاء يتسم بطيب المجالسة ، وحلو المؤانسة. بعدها قدم الأدباء الثلاثة مختارات من إبداعهم ، خلال جولات ، بدأت بقصيدة (ذكرى) للشاعر عبدالله آل جازان ، وانتهت بقصة ( راقصة محترفة ) لمريم الزهراني .. أما الشاعر محمد العرافي فقد بدأ مشاركاته بقصيدة عن مكةالمكرمة ، مطلعها : العاشقون لنيل وصلك راموا وترنحوا بالذكر حتى هاموا كما كان له قصيدة عن (حلب الشهباء) الجريحة ، وقصائد أخرى منها : تباريح الورود ، ربة الإلهام ، حلوى .. ومن القصائد التي قدمها الشاعر آل جازان (عصفورتي) ، ( أنت القصيد والجمال)، (حياة الغابة) ومطلعها : القوة تفرض بالقوة والضعف يسير إلى الهوة أما القاصة مريم الزهراني فقد شاركت بقصص قصيرة كثيرة ، أغلبها من مجموعتها القصصية ( اعتذار قبل الموت ) ، ومن القصص التي قدمتها : ميلاد حزين ، شوق ، خصوصيات ، قصاصات ، راقصة محترفة.. تجارب الأدباء : وتضمنت المسامرة عرضاً لتجارب الأدباء الثلاثة ، ومسيرتهم مع الإبداع .. حيث أشار الأستاذ محمد العرافي إلى تجربة مبكرة مع الشعر بدأت في المرحلة الابتدائية ، ثم تنامت بتشجيع إخوانه وبيئته ، وبقراءات مكثفة لشعراء كبار أمثال المتنبيء والشافعي ، ورامي ، ونزار .. والتفاعل مع ملتقيات عدة ، منها ( منتدى الشباب ) في نادي مكة الثقافي الأدبي .. وجمع منتدى نادي مكة العرافي بالشاعر آل جازان ، فقدما من خلاله العديد من الأمسيات .. وقد بدأت مواهب الشاعر عبدالله في مرحلة مبكرة أيضاً ، لكنه بدأ مع الشعر العامي ثم تحول إلى الفصيح ، رافضاً إلقاء قصائد عامية له .. وكبقية الأديبات الرائدات بدأت القاصة مريم الزهراني كتاباتها باسم مستعار ثم تحولت إلى التصريح باسمها والمشاركة في كتابة القصص التي تحمل هموم المرأة والمجتمع من خلال عملها في جمعيات خيرية وإنسانية ، وتماسها مع القضايا الحياتية .. المداخلات : وأحسن مدير الأمسية الأستاذ هاني الشريف بفتح المجال للمداخلات بشكل مقنن وهادف ، لتضم المسامرة مختلف الأصوات ، والعديد من التوجهات .. بداية قدم الدكتور صالح الثبيتي قراءة نقدية في مجموعة ( اعتذار قبل الموت ) لمريم الزهراني ، حيث وصفه بالنتاج الجميل ، الصادر عن ملكة مبدعة ، وتجربة زاخرة ، بمفردات من الشجن ومعان من الواقع .. ونوّه الدكتور سمير الدروبي بمفهوم (المسامرة الأدبية) التي قدمها نادي مكة الثقافي الأدبي ليعيد إلى الأذهان تقليداً عربياً أصيلاً وجد في العصر العباسي .. داعياً النادي إلى توثيق هذه المسامرات بمسمى المسامرات الأدبية المكية .. كما نوّه الأستاذ مشهور الحارثي في تعقيبه بمسامرة نادي مكة الأدبية ، التي مزجت الشعر بالنثر بالنقد ..ورأى أن الشعر العامي لن يعيق الشعر الفصيح ، وأن فيه مخزوناً من الألفاظ والصور الجميلة ، ولا مانع من مزج الفصيح مع العامي من خلال المنابر والقنوات .. كذلك أكدت الدكتورة مشاعل العتيبي على أهمية الشعر العامي ، وما فيه من حماسة وخاصة في الحروب والمناسبات الوطنية .. وهو جزء من ثقافة وتكوين الناس .. في حين رأت الدكتورة هيفاء الجهني أن البقاء للشعر الفصيح مع قوة انتشار الشعر العامي .. وأثنى الدكتور إبراهيم العريني على مسامرة نادي مكة الأدبية ، وما فيها من إبداعات شعرية ، ضارباً الأمثال من تاريخ الأدب في أن الشاعر قادر على أن يغير مجرى الحياة .