بقلم: عبدالرحمن جان عندما يشتكي الأباء والأمهات من انحراف أولادهم وبناتهم تجدهم أول ما يلقون اللائمة على أصحاب السوء ، وينسون أنفسهم كأسرة قد عرفها علماء الاجتماع بأنها المحضن الأول للإنسان ينشأ فيها ويتخرج منها إلى الشارع والحي والجيرة كمحضن ثاني ثم المدرسة كمحضن ثالث ومنهم إلى المجتمع الأكبر كالعمل والسفر للخارج وهكذا ، وعلى هذا الأساس فإن الأسرة هي أول وسط اجتماعي يؤثر في الفرد فإن صلحت الأسرة صلح أفرادها من زوج وزوجة وأبناؤهم وإن فسدت الأسرة فسد جميع أفرادها وأفسدوا غيرهم في البيئة الخارجية فالوالدين قدوة للأبناء وهم مقلدون ومقتدون إذن ما أخلص اليه أن الأسرة الصالحة ستنقل السلوكيات الحميدة لأبنائها أما الأسرة الفاسدة سيتشرب منها الأبناء الفساد والواقع شاهد على ذلك والدراسات تؤكد صحة قولي ذلك ولأن الأسرة هي من تعطي الضوء الأخضر لأولادها وبناتها بل وتجعلهم يبررون ويعزون سلوكياتهم إما الايجابية وإما السلبية إلى أسرهم التي جاءوا منها . صحيح أن الإحصائيات الاجتماعية أكدت أن من أهم أسباب الانحراف يكمن في ضعف الوازع الديني (والمسؤل عنه الأسرة ) وأصحاب السوء ويمكن الاتفاق مع ذلك ولكن من الذي دفع الأبناء إلى اختيار تلك الصحبة وهل كانت الأسرة بيئة جاذبة أم بيئة طاردة لأعضائها . والمشاهد في الواقع القريب منه يجد أن الشخص المنحرف غالبا قد يكون والداه منحرفان أو أحدهما أو بها أخ فاسد أو أخت فاسدة وعلى سبيل المثال تجد الأب المدخن ابناؤه مدخنين وهكذا ( وحتى لا يزعل أحد لا أقصد أن المدخن شخص منحرف وقد يكون شخص صالح وأخلاقه أفضل من غير المدخن ولكنه قد ابتلي بالتدخين عافاه الله مما ابتلاه به ) وفي الغالب تجد أن الشخص الصالح قد يكون والداه صالحان أو أحدهما أو بها أخ صالح أو أخت صالحة وعلى سبيل المثال تجد الأب المستقيم أبناؤه مستقيمين وهكذا ، وليس ذلك قاعدة ولكل قاعدة شواذ . إذن أيتها الأسرة لا تلوموا أصحاب السوء ولوموا أنفسكم أولاً .