بمشاركة نحو 80 علامة تجارية، و100 طفل وطفلة تنطلق يوم الخميس الرابع والعشرين من الشهر الجاري بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة، فعالية التاجر الصغير في دورتها الثانية وتنظمها لجنة تجار مكة الصغار، يسبقها اجتماعاً تنسيقياً غداً (الثلاثاء) لأسر الأطفال لبحث مشاركة الأطفال في الفعاليات المقبلة، التي تستهدف انشاء جيل يتحمل المسؤولية ضمن رؤية غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة المتواكبة مع رؤية المملكة 2030. وأوضح حسن محمد عارف كنسارة رئيس اللجنة التجارية بغرفة مكةالمكرمة أن فكرة انشاء لجنة التاجر الصغير بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة بدأت منذ انطلاق الدورة (19) الحالية لمجلس إدارة الغرفة، قائلاً: "منذ أن ترأست اللجنة التجارية كان حلمي أن أقدم شيئا للجيل القادم، ايمانا بمقولة العلم في الصغر كالنقش على الحجر". وتابع: "الأطفال الذين يقضون فترة العطلة في أشياء ربما لا يستفيدون منها أردنا ان نبث فيهم الثقافة التجارية والصناعية، يهتمون بها في أوقات فراغهم، وتدعمهم بما يمكن أن يفيدهم بعد تخرجهم من الجامعات وخروجهم للحياة العملية كتجار أو صناع مفيدين لأنفسهم ولمجتمعهم". وتحدث كنسارة عن فعالية التاجر الصغير التي جمعت نحو 60 طفلا وطفلة بهدف تدريبهم عبر دورات واجتماعات تنويرية، ثم كانت الفعالية التي استمرت لثلاثة أيام والتي فاجأ فيها الأطفال جميع القائمين على الأمر بمستويات حماس عالية، مع حب للإنتاج ورغبة في العمل المنتج، فبرزت مواهب، مبينا أن الأطفال أشعروا القائمين على المشروع بأهمية عملهم واعتدادهم بأنفسهم وقابليتهم للتعلم والاجادة في هذه القطاعات العملية بما يؤثر إيجابا في المجتمع. وأشار إلى أن فعالية التاجر الصغير لم تكن ممتعة للأطفال فحسب، بل تعداهم الأمر أسرهم والجمهور الذي تفاعل بإيجابية كبيرة مع أنشطة الأطفال وفرحتهم وهم يؤدون أدوارهم كصناع وتجار يتحملون المسؤولية، فكان أن عمت أنباء فعالية التاجر الصغير أرجاء مكةالمكرمة لتستقطب الكثير من الأسر والمهتمين خاصة في الحفل الختامي. وقال رئيس اللجنة التجارية بغرفة مكةالمكرمة إن الخطوة العملية جاءت مع تكوين لجنة التاجر الصغير بغرفة مكةالمكرمة المكونة من 25 طفلا وطفلة، حيث فتح موضوع التدريب لعدد 100 طفل، ويجري حاليا البحث عن شركات متخصصة لتدريبهم، وصقل مواهبهم مع الحرص على تغيير عضوية اللجنة كل فترة حتى تتاح فرصة التدريب لعدد أكبر من الأطفال، خاصة مع فتح المشاركة للجميع، خاصة لمن لديهم موهبة تجارية أو حماس حسب الإمكانيات المتاحة. واعتبر أن تشجيع رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة ماهر بن صالح جمال وأعضاء مجلس الإدارة جميعهم لفكرة إنشاء لجنة التاجر الصغير كان ذا أثر كبير في نجاحها والدفع بها نحو الغايات، مشيرا إلى أن اللجنة ستسعى لزيارة كبار المسؤولين خاصة بعد التشجيع والدعم غير المحدود للأفكار والمشاريع التنموية المتميزة التي تهتم بأجيال المستقبل. وتناول كنسارة اهتمام لجنة تجار مكة الصغار بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أتيحت لهم فرصة المشاركة في فعاليات التاجر الصغير السابقة، وسيكون لهم مكانا في الفعالية الجديدة التي ستنطلق يوم 24 من الشهر الجاري. أكد أنه ليس بالضرورة أن يكون الطفل عضو لجنة تجار مكة الصغار من أسرة تجارية أو صناعية، مفسراً: "لأن اختيار الأعضاء جاء على خلفية الإنتاجية التي قدمها الأطفال الذين تم اختيارهم في فعالية التاجر الصغير، إلى جانب الرغبة في الانضمام إلى اللجنة، وكان التوجه لاستيعاب جميع الأطفال، فكلهم كانوا رائعين ويستحقون العضوية، ولكن تم استيعاب عدد محدود على أن تتغير عضوية اللجنة كل فترة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الاطفال لتلقى التدريب، فالغرض من هذا العمل تعليمهم المسؤولية والحماس، ومنحهم الإحساس بأنهم مهمين في مجتمعهم ويمكنهم أن يفيدونه". ورأى كنسارة أن فعالية التاجر الصغير في نسختها الثانية ستكون أفضل من سابقتها في المنتجات وفي الأداء والحضور، وذلك بعد أن ترسخت التجربة من خلال الأنشطة المختلفة، وأردف: "نحن مهتمون بالأنشطة اليدوية وتقديم الخدمات بطرق احترافية، علمنا الأطفال أن المنتج يمكن أن يكون خدمة راقية تؤديها للمستهلك، ويمكن استخدام الحرفة اليدوية وتطويرها وبيعها كفكرة، وعلمناهم كيفية إنشاء علامات تجارية لمنتجاتهم وأعمالهم". ولفت إلى أن فكرة اللجنة حازت على الكثير من الاعجاب والثناء خاصة في أوساط المجتمع المكي، ووصلت أصداء اللجنة إلى الغرف الشقيقة في أنحاء المملكة كونها أول لجنة من نوعها في منظومة الغرف التجارية الصناعية، أعضائها تبدأ أعمارهم من الثامنة حتى الثالثة عشر، مؤكدا أن الفكرة ستتطور مع السنوات، فالأعضاء ستترسخ في أذهانهم الفكرة عند دخولهم للمرحلة الثانوية فالجامعة، وستعمل اللجنة التجارية على تطوير أفكار للجان أخرى تهتم بمرحلة ما بعد التاجر الصغير.