لقد سعدنا كثيراً لصدور نظام الرعاية النفسيّة بالمملكة العربيّة السعوديّة بتاريخ 20/09/1435ه بالمرسوم الملكي رقم م/56، ولعلّ سعادتنا تكمُن في أن هَذَا النّظام موجَّه لفئة المرضى النفسين ومن أهم أهدافه كما ورد باللائحة حفظ حقوق وكرامة المرضى النفسين بالإضافة لتنظيم وتعزيز الرعاية الصحيّة النفسيّة اللازمة لهم مع وضع آلية معاملتهم . ولكن بعد كل هذه السنين من الانتظار تطل علينا اللائحة التنفيذية للنظام وفيها كم كبير من الملاحظات …! لعل هذه هي أحد السنن الكونيّة فهو عمل بشري من مختصين بالمجال النفسي..! دعوني أطرح لكم بَعْض الملاحظات الَتِي أدعوا القائمين على الخدمات النفسيّة بوزارة الصحة ممثله بالإدارة العامة الصحة النفسية والاجتماعية لمراجعتها والاهتمام أما بتوضيحها أو تعديلها ، خاصة وأنها دخلت حيّز التنفيذ حيث شكلت خلال الايام الماضية أول لجنة بقرار وزير الصحة . ومَن المفيد دائماً البداية من التعريفات لكونها حجر الاساس في فهم مواد النظام ففي التعريفات تجد أن اللائحة عرفت الاضطراب النفسي بأنه خلل في التّفكير ، أو المزاج ،أو الإدراك ،أو الذّاكرة ،أو القدرات العقلية الأخرى بعضها أو كلّها .واشترطت لشدته التأثير وإحداث خلل في أربع وظائف ومن ضَمَنها ( السلوك الإنساني السوي مقارنة بالعرف المحلي ). وبعد هذا التفصيل الرائع تجدها تستثني من الاضطراب النفسي من لدية مجرّد تخلف عقلي أو سلوك غير أخلاقي . وَنَحْن هنا نسأل هل يُعتبر مجرّد التخلّف العقلي خلل في القدرات العقلية بعضُها أو كلّها كما ذٌكر بشرح مفهوم الاضطراب النفسي ؟ إذا لم يكون كذلك فلماذا أستثني ؟ ثم يَمتد الاستثناء ليشمل السلوك غيّر الأخلاقي بينما وضّح لنا أن السلوك السوي هو ما يُقارن بالعرف المحلي وهنا لنا سؤال أخرى هل السلوك الغير أخلاقي سلوك سوي ليستثني؟ كذلك نلاحظ خلل التنقّل بين محتويات لائحة النظام أن التعريفات لم تحتوي على تعريف للمرض النفسي وإنما للاضطراب النفسي فقط بينما نجد في داخل مواد اللائحة نجد كلمة المرض النفسي فهل هناك فرق بينهما ؟ وإذا كان هنالك فرق فلماذا لم ترد في التعريفات ؟ وإذا لم يكون هناك فرق فلماذا تم استخدامها وتجنب كلمة اضطراب ؟ كذلك تجد ضمن عضوية اللجان فئة أخصائي وأخصائي أول واستشاري لعلم النفس والاجتماع بينما في التعريفات لن تجد سِوى تعريف للأخصائي النفسي والاجتماعي فهل لا يوجد فرق بين هذه المسميات الوظيفة ؟ لأنّنا نلاحظ أنه في التعريفات أن اللائحة فرقت بين الطبيب المعالج وأخصائي الطب النفسي واستشاري الطب النفسي وكلها تقع ضمن فئة طَبِيب ؟ أخيراً هذا النظام وضع لأهداف واضحة ودقيقة وأهمها حماية حقوق المريض النفسي كما ذُكر وفيه لجان تشارك من خارِج المجال الصحي وقد وُضعت التعريفات فِيه لتبين وتشرح وتزيل الغموض عنا وعن المشاركين في عضوية هذه اللجان وتمكّن النظام من التطبيق في أرض الواقع لذلك من المٌهم المراجعة المستفيضة والدورية له والتحديث الدائم لتحقيق الأهداف التي وضع من أجلها . وزبدة الْكَلام ( اللائحة التنفيذية تحتاج إلى لائحة تفسيرية ..؟) ماجد الهُذَلِي