عقب فضيلة الشيخ الدكتور عبدالودود بن مقبول حنيف الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى إمام جامع الأمير متعب بمكةالمكرمة على حادثة مسجد باصبرين بمحافظة جدة بقوله روى البخاري ومسلم عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما»، فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، وفي رواية لهما: وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا», وفي رواية : تلعبان بدف, بعضهم يستدل بهذا الحديث على إباحة اللهو واللعب والطرب في المساجد ، وهو استدلال في غير محله . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه الجاريتين لأن الجارية هي البنت الصغيرة – الطفلة – التي لم تبلغ ، فهي غير مكلفة ، ولأن ذلك كان في يوم عيد، فيرخص فيه ما لا يرخص في غيره؛ لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه, ولهذا سماه الصديق رضي الله عنه مزمور الشيطان, والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري عليه معللاً بأنه يوم عيد, والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد ، وأما الرجال فكان السلف يُسمُّون الرجل المغني مخنثا لتشبهه بالنساء. وقال ابن القيم: فلم ينكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على أبي بكر تسميته الغناء مزمار الشيطان، وأقرهما؛ لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب، وكان اليوم يوم عيد ، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوت امرأة جميلة أجنبية، أو صبي أمرد صوته فتنة، وصورته فتنة، يغني بما يدعو إلى الزنا والفجور، وشرب الخمور، مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في عدة أحاديث مع التصفيق والرقص , وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأوثان، فضلاً عن أهل العلم والإيمان، ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ونحوها، في الشجاعة ونحوها، وفي يوم عيد. ثم إنه بين يدينا كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أمثال سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، والشيخ صالح بن محمد اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ الدكتور صالح بن حميد , والشيخ الدكتور عبد الله المطلق ، ومعالي وزير الشئون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ العالم الجليل وغيرهم كثير ، والاتصال بهم سهل وميسر ، فمن أراد إن يعمل شيئا في المساجد فعليه أن يستشير العلماء في ذلك حتى لا يقع في المحظور . اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .