بقلم : محمد لافي أراد رئيس وزراء بريطانيا(كاميرون) البقاء للأبد في الاتحاد الأوروبي، من خلال استفتاء شعبي نهائي ملزم، استفتاء يقضي على الأصوات المناوئة للاتحاد الأوروبي في بريطانيا ، كاميرون غامر وقامر وأيد الإستفتاء على البقاء ولكن الأصوات الإنفصالية كانت أقوى في التأثير على الناخبين أصوات مدعومة ومخترقة من الخارج،فكان الخروج من الاتحاد الأوروبي نهائي وملزم على عكس ما أراد كاميرون. بريطانيا والاتحاد الأوروبي قصة قديمة وجدال قديم. فكان تشرشل مع الاتحاد ومارجرت تاتشر مع الانفصال وعمدة لندن السابق (بوريس جونسون)مع الانفصال وعمدة لندن الحالي(صديق خان) مع البقاء لتنتهي القصة بخروج بريطانيا للأبد من الاتحاد الأوروبي ، إلا إذا تدخلت ملكة بريطانيا وألغت نتائج التصويت ويحق لها ذلك دستوريا. تسونامي لندن أحدث أضرارا سياسية واقتصادية على العالم وليس فقط أوروبا. -اقتصاديا، إنهيارات أسواق المال الأوروبية، النفط يهبط،المانياوفرنسا ستعاني العبء المالي الأكبر في الاتحاد الأوروبي إن لم يتفكك هو الآخر،خروج المستثمرين من بريطانيا والبحث عن أسواق أخرى أكبر وأقوى كألمانيا أو فرنسا، إنخفاض العقار ،زيادة البطالة في بريطانيا. كل ذلك تنبأ بحدوثه البريطانيون ولكن أحلام الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس غيبت عنهم الواقع. -سياسياً ، أكبر المستفيدين روسيا لكي لا يصبح الاتحاد الأوروبي قوة مزعجة له ومهيمنة وأيضا ينعكس ذلك على الحلف الأطلسي(الناتو)،أما أمريكا فكانت بريطانيا صوتها ويدها في الاتحاد الأوروبي والآن ومع الخروج سوف تخسر ذلك الصوت ولكن في المقابل سوف يغيب عن الهاجس الأمريكي صعود قوة عظمى كقوة منطقة اليورو للتقاسم معها النفوذ الذي طالما كانت( يدها بريطانيا ) تعطله لصالح أمريكا. من رأيي منطقة اليورو ستعاني لفترة قصيرة وستعود أقوى من السابق وستعمل ألمانياوفرنسا على تحقيق ذلك فقد خرج المشاغب البريطاني وسيكون التركيز أكبر على الصمود، ليتعزز لدى الشعبين الفرنسي والألماني ماقاله (شارل ديجول) عام1967 داخل قصر الإليزية أمام الدبلوماسيين والمسؤولين الفرنسيين قال:(إن بريطانيا تملك كراهية متجذرة للكيانات الأوروبية) وحذرهم من أن بريطانيا ستحطم أي إتحاد بين الأوروبيين. فما فعلته بريطانيا هو بمثابة تسونامي أثر على أوروبا وستتأثر منه.