كشف الدكتور فهد أحمد بو حيمد وكيل وزارة التجارة والصناعة للأنظمة عن تبني الوزارة مشروعا للتجارة إلكترونية يتمثل في إيجاد منصات الكترونية للأسر المنتجة والحرفيين، يمنحهم موثوقية ومصداقية في عرض منتجاتهم على قنوات التواصل. وأكد خلال افتتاحه أمس (الثلاثاء) معرض الأسر المكية المنتجة بغرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة، بحضور عدد من سيدات ورجال الأعمال، أن إيجاد منصات إلكترونية سعودية للأسر المنتجة سيشكل أكبر داعم لهذا القطاع، الذي تؤكد هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة على العناية به باعتباره مدخلاً للتحول إلى مرحلة الشركات الكبيرة. وأبدى الدكتور بو حيمد سعادته بالمعرض الذي ضم نحو 103 معرضا متنوعا للأسر المنتجة، وقال: "ما شاهدنا أمر يثلج الصدر، والمنتجات لها مستقبل واعد بأن تتعدى وتصل إلى الأسواق المحلية، ثم إلى مرحلة التصدير". وقال إن وزارة التجارة تعمل حالياً مع مجلس الغرف السعودية على مبادرة لتطوير لائحة أو برنامج تنفيذي لدعم الأسر المنتجة، وزاد: "المبادرة في مراحلها النهائية من النقاش مع مجلس الغرف"، مشيرا إلى مبادرة "معروف"، التي تمنح كل صاحب حرفة أو منتج الفرصة لتوثيق معلوماته على المنصات الإلكترونية، مما يوفر المصداقية ويسمح بجمع كل المنصات في نقطة واحدة تسهل العمل، مؤمنًاً على أن هذه المبادرات جميعها ستخدم هذا القطاع. وكانت غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة فتحت أبوابها لنحو 103 مواطنة سعودية من الأسر المنتجة في تجتمع مكي فريد بعنوان "صناعات مكية" يستمر حتى الخميس، حيث سجل المعرض حضوراً لافتاً من كافة فئات المجتمع. ولم يكن معرض الأسر المكية المنتجة عادياُ في يومه الأول، بل أحتوى على العديد من المهن والحرف اليدوية ذات الصبغة المكية التي جسدت تاريخ العاصمة المقدسة، وحياة سكانها، وذلك بعرض صور قديمة، يتم رسمها من قبل فتيات سعوديات تحكي بصمة وحياة وجلسات مجتمع مكةالمكرمة منذ مئات السنين، حيث عبرت صور تحمل تاريخاً تليداً لمواقع بجوار الحرم المكي، أبرزها "الشبيكة" و" شعب عامر"، وغيرها من المواقع. وبحسب هيفاء محمد أبو نار المشاركة في المعرض، فإن العشرات من الأسر المكية المنتجة شاركت بما لديهم من حرف ومنتجات يدوية بينها ملبوسات، ومأكولات، وأدوات منزلية، وغيرها، وتوقعت أن يتحول المعرض إلى نافذة تجارية لمكةالمكرمة. وأكدت أبو نار، أن معرض الأسر المكية يعد الأضخم من نوعه على مستوى منطقة مكةالمكرمة، لاسيما وأن الصناعات بأيدي مكية، مشيرة إلى أن غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة أتاحت الفرصة الكبيرة والدعم للأسر المنتجة، وهي من أسهمت في مشاركة المئات، إضافة إلى الإقبال الكبير من أهالي مكةالمكرمة على المعرض منذ اليوم الأول. وأشارت إلى أن الأسر المكية شاركت بمختلف المنتجات التي صنعت يدوياً، أبرزها التحف، والملابس، وجميع المستلزمات التي تحتاجها الأسر، إضافة إلى المأكولات الشعبية، والشرقية، والتايلندية، موضحة أن اختيار الأسر المشاركة في المعرض جاء وفق إجراءات وضوابط معينة، سواء من ناحية جودة المنتج، أو السعر، وغيره. وأضافت أن المنتج المكي يتميز عن غيره من المنتجات بأنه يتم يدوياً، إضافة إلى الطابع الحجازي الذي يحتويه، مشيرة إلى أن المعرض سجل مشاركة فتيات سعوديات من مكةالمكرمة بإنتاج صور للأحياء القديمة في مكة. وتحدثت سعوديات مشاركات في المعرض عن المهن التي يعملن فيها منذ سنين، بعد أن اكتسبنها من أسرهن، حيث أكدن أن تلك المنتجات التي يعرضنها في معرض المنتجات المكية عبارة عن منتج مكي بجودة عالية. وقالت وحدة عامر، وهي متخصصة في حياكة الملبوسات النسائية المكية، أنها تعمل منذ 15 عاماً في حياكة هذا النوع الملابس، مشيرة إلى أنها اكتسبت تلك المهنة من أسرتها التي اشتهرت بصناعة وتجهيز ملابس "الغمرة"، والتي تعرف بعقد القران في المجتمع المكي، وهي في الأصل تحمل طابعاً تراثياً. فيما أكدت مكية عبدالله صاحبة معرض تراثيات، أنها تمارس تلك المهنة منذ 20 عاماً من خلال حياكة الملابس النسائية والرجالية ذات الطابع التراثي المكي، مشيدة في الوقت نفسه بدور غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة لإتاحة الفرصة لهن لعرض منتجاتهن بشكل يليق بالأسرة المكية، وهو ما تسبب في زيادة الإقبال على المعرض خلال أيامه الثلاثة. من جانبها، عرضت فتاة سعودية، أول منتج مكي فريد من نوعه، تمثل في شنطة عبارة عن سجادة للصلاة مصنعة يدوياً، محملة برائحة العود العنبر، وذات جودة عالية، حيث تمتاز بالطابع المكي الأصيل الذي يحمل روحانية وقدسية مكةالمكرمة. وقالت مسؤولة معرض السجادات المكية، زبيدة دردي وهي خريجة كلية تقنية البنات، وتعمل كمدربة، إن منتجاتها من السجاد الخاص بالصلاة وغيره من المنتجات تحمل جميعها الطابع المكي المميز، إضافة إلى جودة عالية تختلف عن باقي الصناعات التقليدية.