بقلم :أ – ماجد الهذلي تحت مظلة اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية أطل علينا برنامج ذو فكرة مميزة وأهداف نبيلة أنه برنامج عوافي للعلاج النفسي الغير دوائي سرني جداً هذا الحراك لخدمة المرضى وساءني أكثر تجاهل الأخصائي النفسي العيادي ونتيجة لهذا التجاهل فقد تفقد عوافي أهدافها وأهمها تقديم خدمات نفسية مميزة للمريض. دعونا ننظر في البداية لكلمة العلاج النفسي الغير دوائي فهي كلمة مضللة فالعلاج أما نفسي وأما دوائي فلماذا تخلط المفاهيم …! وبالنظر لموقع عوافي نجد العديد من الأخطاء والتي يعيها جيداً المختص بعلم النفس العيادي وقد يغفل عنها الكثير من الأطباء المختصين بالطب النفسي ناهيك عن الأطباء أصحاب التخصصات الأخرى ، ففي موقع عوافي ذُكر تقديم خدمات علاجية نفسية تتبع الدليل العلمي وفق بكجات (حزم علاجية متكاملة) وتلتزم ببرتوكول محدد وهذا مخالف لمبدأ أصيل في العلاج النفسي وهو تفريد الحالة ما قد يستخدم مع حالة اكتئاب أو قلق ليس بالضرورة أن يستخدم مع الأخرى. مع تحفظي على كلمة باكج طبعاً والتي تشعرك أنك أمام عرض تجاري . أيضاً قام الموقع بتحديد مدة الجلسات (42)دقيقة وهذا التحديد لم أجده إلا في عوافي ، وأيضاً حددعدد الجلسات العلاجية(6-15) جلسة وفي الحالات الشديدة 16 جلسة فقط ومرة بالأسبوع ،ونعلم أن عدد الجلسات يحدد بعد عمل صياغة الحالة ناهيكم أن هناك اضطرابات نفسية مثل OCDالوسواس القهري قد تستغرق الجلسة قرابة الساعتين وبشكل يومي . كل هذه الملاحظات وأكثر يستطيع المختص بعلم النفس العيادي فقط معرفتها لذلك كان ومازال العلاج النفسي أحد موضوعات علم النفس العيادي . أخيراً أذا كانت العلاجات النفسية غير دوائية كما ذٌكر بالموقع فلماذا الطبيب ؟!! هل يرى عوافي أن الطبيب مؤهل لممارسة هذا النوع المتخصص من العلاج كما ذكر بالموقع ويعلم الجميع .أن هذا العلاج يحتاج لتأهيل حسب المعايير العالمية وهي المعرفة النظرية والعيادية بالإضافة للعمل تحت إشراف لصيق أو أنه سوف يقوم بتأهيل الأطباء للعمل في عوافي وذلك لندرة وجود المختصين بعلم النفس العيادي إذاً من باب أولى أن يتم تأهيل الأخصائيين النفسيين العاملين وذلك لوجود المعرفة الأساسية بعلم النفس وكذلك المعرفة العيادية كونهم عاملين وكون هذا مجال عملهم وهم الأحق والأجدر به . أتمنى أن يٌنظر بحياديه وتمحيص لما ذكر ولا (عساها عوافي ) .