أكد تركى قشلان رئيس الملتقى العربي للتدريب، مستشار التدريب في غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة أهمية الدور الذي تلعبه الغرف التجارية السعودية في مساعدة الجهات الحكومية لدعم سياسات التدريب والتأهيل. وقال قشلان الذي كان يتحدث بمناسبة الاستعدادات لانطلاق الملتقى العربي للتدريب يوم 18 ابريل ويستمر ثلاثة أيام، بمقر غرفة مكةالمكرمة، بمصاحبة ورش عمل ومعرض متخصص، إن المملكة حققت تحولا كبيرا في اتجاه الاقتصاد المعرفي وفق المؤشرات الاقتصادية، خاصة في ظل تضافر الجهود وتسارع الخطى في السنوات القليلة الماضية، بعد أن شهدت حراكا مجتمعيا واسع النطاق في شتى المجالات، الأمر الذي مكنها من تحقيق رؤيتها المستقبلية الرامية الى التحول نحو اقتصاد متنوع مزدهر يقوده القطاع الخاص، ومجتمع قائم على المعرفة. وأشار قشلان إلى أن غرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة لديها نظام متطور خاص بتقديم الدورات التدريبية المتخصصة التي تفيد الشباب في التوظيف والتطوير عبر مركز التدريب التابع للغرفة لكافة شرائح المجتمع. واعتبر أن غرفة مكةالمكرمة قريبة جدا من شريحة الشباب، وهم متواجدون في مختلف لجان الغرفة بمختلف تصنيفاتها، ومن هنا يتلمسون ماهية الاحتياجات المطلوبة في قطاع التدريب ويقدمونها بشكل مكثف، وأردف: "تقريبا هناك دورات بشكل اسبوعي في مختلف المجالات". ولفت رئيس الملتقى العربي للتدريب في غرفة مكةالمكرمة إلى وجود ثلاث جهات متخصصة تبحث في وضع خطط التدريب للشباب بحسب متطلبات المتدربين والجهات طالبة التدريب، وتتمثل في لجنة للتدريب، ومستشار للتدريب، ومركز متكامل ومتخصص في التدريب، وهذه الجهات تقوم بدورها، وهي لصيقة بالشأن العام، وتعرف أنواع الدورات والاحتياجات، وغيرها، وتعمل على تعزيزها وتقديمها للشباب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وحول الدورات والمسارات التي تنظمها غرفة مكةالمكرمة، قال إنها اخذت رواجا كبيرا وسط المجتمع المكي، حيث وصل عدد الحضور إلى 600 شخص من الجنسين في دورة واحدة، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة واسعة للجميع ليعبر عن اعجابه أو انتقاده عن الدورات، وأكثر من 70 في المائة يرون أن النتائج إيجابية جدا، خاصة وأن الشهادة الصادرة عن الغرف التجارية هي شهادات معتمدة لدى القطاع الخاص، وتفيد الفرد في سيرته الذاتية. وعاد قشلان للتأكيد على اهتمام الغرف السعودية باستقطاب الشباب السعودي والمدربين السعوديين المعروفين من ذوي الخبرة الطويلة، كما أن هناك استقطاب لمدربين من خارج المملكة ولكن بنسبة ضعيفة جدا، وكل ذلك لتقديم الدورات الناجحة للشباب. وتناول مستشار التدريب بغرفة مكةالمكرمة للتجارة والصناعة حجم التعاون مع الجهات الأخرى في مجال التدريب، حيث أكد وجود نشاط كبير لبحث هموم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومناقشتها مع الجهات المحكومية المعنية، ووضع الحلول للثغرات في شكل تكاتف وتكامل. وبين أن غرفة مكةالمكرمة تتعاون مع العديد من الجهات، مثل معهد ريادة الاعمال، وجامعة أم القرى، حيث تقدم دورات حول كيفية انشاء العمل الجديد، أو انشاء المؤسسة الصغيرة، أو كيف تدير الأعمال أو كيف تسوق، وهذا يعني منحهم الأساسيات العامة والهامة لبداية المشروع التجاري، وهناك دورات لهم قبل بداية المشروع التجاري، وهذه من الأمور التي تضع لها غرفة مكةالمكرمة اعتبارا كبيرا. وأشار إلى وجود دورات خاصة للطلاب في الجامعات، وهناك مركز للدراسات والبحوث وهناك قسم مختص بالتدريب، وتقدم لهم دورات في كافة مجالات الحياة، مبينا أهمية الشهادات والخبرات الحياتية والعلمية، وأحيانا قد يكون لها الدور الفصل مقابل المهارات، أي يمكن أن يكون هناك مدربا في عمر 18 عاما، ويملك من الخبرة ما يجعله منافسا للكبار لما يمتلكه من خلفية علمية ولغة الجسد، كما يمثل الحضور أو الكاريزما أهمية خاصة للمدرب، فإذا لم يكن كذلك فالمعلومة لن تصل إلى الناس، وذلك لان التدريب ليس تلقينا، فهما يختلفان تماما. وأكد قشلان أن التدريب علم لا يقل أهمية عن التعليم، والدولة عندما تضع ميزانيتها، يكون نصيب التعليم والتدريب كبيرا مقارنة بالقطاعات الأخرى، مما يعني أهميته، وأن وجود بعض السلبيات من بعض المدربين أو الدورات لا يعني أن كل المدربين أو قطاع التدريب أمر سيء، وقد اتضح أن أكثر من 60 في المائة من الذين يحضرون الدورات تغيرت حياتهم وانفتحت أمامهم أبواب وآفاق كبيرة جدا من خلال التدريب. في المقابل أكد المهندس محمود بن أحمد العوضي رئيس اللجنة المنظمة للملتقى العربي للتدريب أن الغرف السعودية لها هم رئيسي في التدريب الذي يستهدف القطاع الخاص على وجه التحديد، بحكم وجود بعض الجهات الخاصة التي تعمل لدي التدريب، لذا فالغرف تلعب دورا كبيرا في تدريب وتأهيل الشباب والشابات، وخلق مجالات تدريبية متعددة، وتتعاون مع جهات تدريبية مختلفة لتفعيل قطاع التدريب. وقال: يمكن أن ندعي أن الملتقى العربي للتدريب هو أفضل وأكبر ملتقى عربي من نوعه على مستوى الوطن العربي، وقد حاولنا فيه الجمع بين أكثر من عنصر، حتى يعبر عن صناعة الانسان في الوطن العربي، وفق شعار الملتقى "البناء والتوازن"، حيث سيبحث عن بناء الإنسان الذي يعمر الأوطان بشكل أساسي. وتابع: لدينا حلم كبير بتطوير هذا الملتقى، الذي تنطلق نسخته الأولى من مكةالمكرمة، لتمثل حجر زاوية رئيسية في العاصمة المقدسة، وكل سنة سيحدث تطوير مختلف، ونفكر بأن يكون لدينا فعاليات خلال السنة، بحيث تكون هناك ورش عمل وتطوير كل ثلاثة أشهر إلى أن تأتي الدورة التالية للملتقى لنرتقي بهذه الصناعة تدريجيا. وأشار العوضي إلى أن الملتقى يناقش عبر العديد من المحاور صناعة التدريب في الوطن العربي، كالتدريب ودوره في التحول الوطني في المملكة العربية السعودية، وتشخيص واقع التدريب في العالم العربي، وتمكين الشباب من خلال التدريب. وتابع: هناك منظمات ومنظومات، فلابد للمنظمات أن تعمل بآلية صحيحة بناء على أنظمة وضعت لها بشكل مهني واحترافي، وأن المؤتمر يطالب بوضع معايير أساسية للجهات العاملة بالتدريب، بكيفية أداء عمل المدرب ومراكز التدريب، وكيفية الوصول إلى أنظمة تساعد هذه المنظومات على أداء عملها بشكل جيد حتى نخرج بمخرجات جيدة. ولفت إلى أن الملتقى يستهدف أربعة فئات مختلفة، تناقش خلال ثلاثة أيام صناعة التدريب من خلال المسؤولين عن قطاع التدريب في الوطن العربي، كما تجمع بين المسؤولين الحكوميين مع المسؤولين في القطاع الخاص، والمسؤولين عن تطوير هذه الصناعة. وأبان العوضي بأن المعرض المصاحب للملتقى سيضم 93 جناحا تتيح للشركات الفرصة لتعرض ما لديها من تقنيات حديثة في مجال التدريب والتعلم، وتقنيات حديثة في الاستشارات في بعض الأمور المهنية او التخصصية. كما يضم الملتقى 75 ورشة تدريبية، تشكل حراكا تدريبيا بحيث يدخل الفرد ليتلقى خمس دورات كحد أدنى، وهي دورات تؤهله للتفكير بطريقة مختلفة، تمكنه من معرفة كيف يشق طريقه في الحياة، هذا فضلا عن تسع فعاليات مختلفة خاصة بالأسر، وهي عبارة عن التدريب بالترفيه. وأكد أن التدريب ليس للتوظيف مباشرة، فهو لا يلامس الوظائف بشكل مباشر، وانما يلامس الفرد بشكل مباشر، حتى يستطيع أن يكون لديه إدراك كبير بآلية التوظيف أو آلية الوظائف، التي يمكن أن يعمل بها، فنحن في الملتقى لا نستهدف التدريب لأجل التوظيف، بل التدريب لبناء الانسان حتى يستطيع أن يوزن حياته في كثير من الأمور الحياتية. وألمح المهندس محمود بن أحمد العوضي رئيس اللجنة المنظمة للملتقى أن الدورات تساعد بلا شك كحصيلة نهائية في زيادة فرص توظيف الشباب في سوق العمل، لأن الفرد سيكون قد وصل إلى مرحلة أعاد الثقة فيها بنفسه ودخل سوق العمل بفكر مختلف. وحول الاهتمام بشباب الأعمال، قال إن إحدى جلسات الملتقى خصصت لنماذج رواد الاعمال، وهم من النماذج الموجودة في قطاع التدريب، وذلك لتحفيز الشباب على إيجاد أنفسهم في ريادة الاعمال أكثر من الوظائف. وزاد: نحن بانتظار مخرجات بخصوص برنامج التحول الوطني، وكثير من الجهات الحكومية تكاملت وتكاتفت للوصول الى دعم الشباب من خلال التدريب، لان التدريب سيكون له أهمية خاصة، إن لم يكن هو عنصر ارتكاز رئيسي في مرحلة التحول المقبلة، وأتوقع بعد انتهاء خطط التحول الوطني سيحدث تغيير كامل لهذا الموضوع، وسيكون هناك تكامل يقود إلى الأفضل.