اجتاحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة، رسما كاريكاتيريا يصور الطفل السوري إيلان كردي (ثلاث سنوات)، الذي عثر على جثته على شاطئ تركي العام الماضي، وقد تحول إلى متحرش جنسي في الكبر. ويصور الكاريكاتير اثنين من الذكور يجريان خلف امرأة مذعورة ويقول التعليق على الصورة: "ما هو مصير الشاب إيلان لو كان قد كبر؟ متحرش في المانيا". وتلقت السلطات الألمانية أكثر من 600 شكوى بعد اعتداءات جنسية على نساء في مدينة كولونيا ومدن المانية أخرى ليلة رأس السنة، ألقي باللوم فيها على مهاجرين، الأمر الذي فجر انتقادات لسياسات المستشارة انجيلا ميركل بشأن اللاجئين. ودخل ما يربو على مليون مهاجر المانيا العام الماضي، لتصبح الدولة الأوروبية التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين. ونشر الكاريكاتير بعد مرور أسبوع على ذكرى الهجمات على مقر الصحيفة الأسبوعية في باريس، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصا في يناير العام الماضي، وحينها تبنى مستخدمو الانترنت عبارة "أنا شارلي" لإبداء التعاطف مع الصحيفة. لكن هذه المرة قال كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الكاريكاتير مسيء، بينما قال آخرون إن شارلي إبدو تواصل أسلوبها الاستفزازي المعتاد لاثارة النقاش حول المواقف الأوروبية من أزمة المهاجرين. وكانت صورة جثة الطفل إيلان قد انتشرت في مختلف أنحاء العالم وهو يرقد على وجهه على شاطئ تركي، وأثارت موجة من التعاطف حيال أزمة اللاجئين الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.