قال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن تحالفا لجماعات معارضة من عرب وأكراد سوريا تدعمه الولاياتالمتحدة تقدم يوم الخميس صوب سد في شمال سوريا يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم يستهدف استعادة الرقة معقل التنظيم. وقال المعارضون والمرصد إن قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية وتحالفا لقبائل عربية أصبحت على بعد 20 كيلومترا من سد تشرين وهو واحد من ثلاثة سدود كبرى على نهر الفرات. فإلى الجنوب من السد الذي لا يزال يمد مناطق كبيرة في شمال سوريا بالطاقة هناك سد البعث وهو أكبر منه. وتغذي محطة الطاقة التابعة له والتي يسيطر عليها المتشددون غالبية الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية ويبعد 22 كيلومترا من الرقة. وقال العقيد طلال سلو المتحدث باسم التحالف -الذي يحظى بدعم واشنطن في إطار استراتيجية أمريكية جديدة لقتال الدولة الإسلامية في سوريا- إن القوات التي تقدمت من منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا تمكنت من استعادة عدة قرى منذ يوم الثلاثاء الماضي. وبين هذه القرى الصهاريج وعبيدات والمنسية. وعبر الحدود في العراق قال الجيش العراقي إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قصفت مواقع يسيطر عليها التنظيم في غرب مدينة الرمادي. وتستعد القوات لمعركة أخيرة تأمل أن تمكنها من طرد المتشددين من المدينة التي خسرها الجيش العراقي في مايو أيار الماضي في انتكاسة كبرى لبغداد. * تحول في الاستراتيجية بسوريا وتحولت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا هذا العام من محاولة تدريب آلاف المقاتلين خارج البلاد إلى دعم جماعات يقودها أشخاص تثق بهم واشنطن. وقال مسؤولون أمريكيون إن تسليم أسلحة لمقاتلي التحالف سيساعدهم على التقدم جنوبا إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول الجيش الأمريكي إن قوات تحالف سوريا الديمقراطية استعادت السيطرة على نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي خلال ستة أسابيع مدعومة بغارات جوية من التحالف. وقال سلو إن تركيز التحالف الآن على المنطقة القريبة من السد وجنوبا على امتداد ضفتي النهر سيساعد في عزل معاقل متشددي التنظيم شمال حلب عن مناطقهم بشرق نهر الفرات حيث تقع الرقة عاصمتهم الفعلية. وأضاف أن هذا سيعزل الدولة الإسلامية ويسمح بالتقدم أكثر إلى الرقة وتحقيق الهدف النهائي وهو هزيمة المتشددين. ومنذ تشكيل التحالف المدعوم من جانب الولاياتالمتحدة أواخر أكتوبر تشرين الأول الماضي شن مقاتلون العديد من الهجمات الكبرى على الدولة الإسلامية بينها هجوم قرب بلدة الحول القريبة من حدود العراق. وقال سلو إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يعززون مواقعهم قرب مدينة الشدادي التي يسيطر عليها المتشددون وهي مركز إمداد رئيسي للتنظيم ويربط شبكة استراتيجية من الطرق السريعة ستؤدي السيطرة عليها لعزل الرقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن مقاتلات يعتقد أنها تتبع التحالف أغارت على مخابئ للمتشددين في محيط الشدادي. وفي تطور منفصل استولت الدولة الإسلامية على منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية في مدينة دير الزور بشرق البلاد بعد سلسلة تفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة في تقدم يهدد بسيطرة التنظيم على غالبية مناطق المدينة. وتمثل دير الزور- وهي عاصمة إقليمية على ضفاف نهر الفرات وتبعد 430 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من دمشق- مركزا لمنطقة غنية بالنفط قرب الحدود مع العراق. وسقط نصف المدينة في يد مسلحي المعارضة في 2012 لكن القوات السورية صمدت في عدد كبير من المناطق في غرب المدينة ذات الأغلبية السنية وفي المطار بالشرق.