لماذا يكرهونك يا حبيبنا؟!! وأنت حبيب رب العالمين والمبعوث رحمة للعالمين تكرهونه وهو يبكي من أجلكم! ! في ليلة من الليالي قام عليه الصلاة والسلام بين يدي ربه يناجيه وهو يقرأ قوله تعالى:" إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " وكاد يقتله الهم خوفا علينا قال تعالى :﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ -يعني أنت متألم أشد الألم إذ لم يؤمنوا تكرهونه والجذع يحن له !! صنع لحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام منبروكان يخطب وهو متكئ على جذع وعندما ابتعد عنه بأبي هو وأمي سمع الصحابة الجذع حنين وصياح كالطفل ، فنزل الحبيب إلى الجذع وربت عليه فسكن وهدأ. هل سرقت لهم مالا؟! يدك الشريفة ماكسرت ولاضربت ولا آلمت فكيف تمتد لمال الغير !!!. هل انتهكت لهم عرضا ؟! لا والله لست منهم يا حبيبنا فلقد جئت لحماية الأعراض والعفاف. هل قتلت لهم طفلا ؟! لم تضرب طفلا فكيف تقتل . يقول عنه أنس خدمته عشرسنين مارأيت ألين من يده ولا أطيب من رائحته لم يذكر عنه عليه الصلاة والسلام أنه ضرب امرأة أو طفلا اذا لماذ تسيئون إليه ؟!!! ماالذنب الذي اقترفه في حقكم ؟!! والله هو لم يذنب في حقكم. ولكن هناك أمرين لاثالث لهما : الأول : الحقد الذي امتلأت به تلك القلوب ، والكره الذي أضمروه سنين وبدأ وا في إخراجه. نعم سعوا بما لديهم من قدرات وإمكانات لايذاءه عليه الصلاة والسلام ولكن الله حماه بقوله سبحانه : " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله [ صبى الله عليه وسلم ] ويحبسوه حتى يموت ; أو ليقتلوه ويتخلصوا منه ; أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا . . ولقد ائتمروا بهذا كله ثم اختاروا قتله ; على أن يتولى ذلك المنكر فتية من القبائل جميعا ; ليتفرق دمه في القبائل ; ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلها , فيرضوا بالدية وينتهي الأمر ! وهكذا عاش محمد بين يهود ناقضين للعهد ومنافقين يراهم وبين اظهرهم وأعداء يتربصون به وباصحابه وهكذا هم أعداء الحق في كل زمان ومكان لايستطيع مواجهتك وإنما تلفيق التهم لك والتأليب عليك ومحاولة أبعادك عن ميدان الدعوة إلى الله . ثانيا: الخلل فينا نحن نعم سبب العداوة قديكون كبير من جهتنا فنحن شوهنا دين الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وانتشر بيننا الغش والخداع والكذب ولم نأخذ على يد السفيه ، وقصرنا في جانب الدعوة والنصح والتوجيه ، وأصبحنا نحارب من أجل القبيلة والفريق ونسينا أننا مسؤولين عن نشر هذا الدين . لم نعرف كيف نحيي الدين في قلوبنا فكيف نستطيع إنقاذ الغرقى ونحن غارقين في شهواتنا ولذاتنا. نعم أيها الإخوة والأخوات متابعة القنوات والسهرعلى المنكرات وكثرة القيل والقال والنوم عن الصلوات والبعد عن كتاب رب البريات وكثرة الخلافات والمشاجرات اضطربت الأنفس وضاقت الأرواح في تحمل بعضهم . فلا تكاد ترى الجار يزوراويسال عن جاره والقريب قطع قريبه وكثرة الغيبة والنميمة والبهتان ولا نعمم ففي البقية خير ولكن والله هذا الواقع المؤلم . يكفر بعضنا بعضا ويلعن بعضنا بعضا إن سافرت نسيت الصاحب في السفر وان جالست اهلك واولادك انشغلت عنهم بمتابعة الافلام والمسلسلات والمباريات والمهرجانات فاصبحوا تائهين حائر ين مضطربين لا موجه لهم ولا ناصح لهم أيها السادة إن كره حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام والإساءة إليه جريمة لاتغتفر الجميع مشارك فيها الجميع يتحمل المسؤولية الكبرى بأبي هو وأمي رسول الله فديناك بارواحنا سامحنا ياحبيبنا فلقد ابتعدنا عن سنتك ونسينا وصيتك وانت تقول :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد …" سامحنا فلقد قصرنا في تبليغ دعوتك قلت :" بلغوا عني ولو آية " فلم نفهم القرآن وهجرناه ولم نقرأه حتى نعي ما نقول . قلت لنا كونوا عباد الله إخوانا وأصبحنا عباد الله أحزابا ، كل يدافع عن حزبه وفريقه وقبيلته ودولته ودينه . نسينا كلام ربنا سبحانه الذي علمتنا اياه "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. .." وللأسف فالبعض منا يردد "لانحتاج لأمر بمعروف ونهي عن منكر " وصيتنا باحترام الكبير فتركنا كلامك وكثر فينا التمرد على الكبير ورد كلامه بل وصل الحد ببعضهم للاعتداء باللسان واليد وجهتنا لرحمة الصغير فاصبح بعضنا لايسال عن أولاده فضلا عن أولاد الغيرعلمتنا وجهتنا بلغتنا دليتنا نشهد الله أنك أديت الامانه ونصحت الأمة وجعلتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك اللهم صلي عليه ماتعاقب الليل والنهار صلى الله عليه وسلم . بقلم : أ- عبدالله بن عالي الحارثي