وقف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية على المراحل الاخيرة من الاستعدادات والترتيبات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية لمهرجان جدة التاريخية في نسخته الثانية شمسك أشرقت التي ستنطلق يوم الأربعاء القادم وقام سمو الأمير مشعل بن ماجدة مساء أمس بجولة تفقدية يرافقه معالي امين مدينة جدة الدكتور هاني ابو راس للأربعة مسارات التي اعتمدتها اللجنة لإقامة مهرجان جدة التاريخية وتتنوع الأنشطة بين فعاليات ثقافية و تاريخية وحرفية و ترفيهية وتسويقية، وقد بدأت جولة سموه التفقدية من المسار الاول الذي يبدا من مدخل سوق الندى الشمالي مرورا بالسوق الكبير وحتى شارع قابل حيث شاهد سموه الحركة التجارية والاقتصادية في واحدة من اهم الاسواق التاريخية التي يزورها الزائرين لمدينة جدة في الوقت الذي يقدر الخبراء ان جملة الحراك الاقتصادي في هذه المنطقة يقدر بمليار ريال سنويا وشهد المسار التسويقي في المهرجان كثافة في عدد المرتادين بمناسبة قرب انطلاقة المهرجان حيث يقدر عدد الزائرين لهذه الأسواق نهاية الأسبوع ما يربو عن 20 ألف متسوق وزائر وانتقل سمو محافظ جدة بعد ذلك إلى المسار الثاني في فعاليات المهرجان المسار التاريخي او ما يسمى بمسار الحج وهو احد أهم المعايير التي وافقت بموجبه منظمة اليونسكو إضافة مدينة جدة إلى قائمة مدن العالم ذات الموروث التراثي والحضاري ويبدأ المسار من باب البنط مرورا بشارع قابل وسوق العلوي وصولا لباب مكة واستمع سموه الى شرح مفصل عن مشروع مسار الحج الذي يبدأ من باب البنط ويمثل جزءا من الحياة الاجتماعية قبل الإسلام وحين عم الإسلام بدات القيمة التاريخية لبلب البنط من خلال حركة الحجاج القادمون لأداء فريضة الحج كما اطلع سموه على بوابة الفرضة متوجها إلى شارع قابل المتضمن ما يسمى بالشونه وهو مستودع حكومي بني في عهد صلاح الدين الأيوبي عقب ذلك توجه سمو محافظ جدة الامير مشعل بن ماجد الى واحد من اهم المشروعات التي اولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وامر بترميمه على نفقته الخاصة مسجد الشافعي او ما يسمى بالجامع العتيق والواقع ايضا ضمن مسار الحج ووقف سموه على أعمال الترميم الأخيرة التي تجرى حاليا ومن المتوقع أن تنتهي أعمال الترميم بعد 3 شهور من الآن ويستطيع أهالي المنطقة التاريخية أداء الصلوات في جامع يعود تاريخه إلى نحو 1400 عام وشاهد سموه المباني الأثرية التي تركت بصمة في تاريخ جدة القديمة ومنها بيت نور ولي الذي يعقد تاريخه الى ما لايقل عن 120 عاما وبرحة نصيف الشهيرة التي يقع فيها بيت نصيف الذي نزل فيه مؤسس الدولة السعودية جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إضافة إلى عين فرج يسر الأثرية والتي كان الفضل في اكتشافها لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله على نفقته الخاصة من صندوق ماجد بن عبدالعزيز الخيري وتجول سمو الأمير مشعل بن ماجد في المسار الثقافي لفعاليات المهرجان والمتضمن أعمال الملتقى الثقافي بمشاركة أكثر من 20 مفكرًا وأديبًا ومؤرخاً يتحدثون عن جدة التاريخية من خلال عدة موضوعات ومحاور. ويتناول المسار الثقافي برامج وندوات ومحاضرات تتضمن عبق التراث في جدة التاريخية من رواشينها وحواريها وأزقتها العتيقة والمقاهي الشعبية والدكاكين الصغيرة وأسرار البناء من حيث التصميم، كما يتناول المسار مشاهد حية لما يتميز به البيت الحجازي من تصميم تقليدي ذي خصوصية بين فنون العمارة، تجمع بين التراث الحجازي وفن العمارة، و يعد المسار الثقافي واحدًا من أهم مسارات الفعاليات المصاحبة للمهرجان، كما يبرز الطابع المعماري لبيوت أهل الحجاز في أول القرن الرابع عشر الهجري والتي كانت تبنى بالحجر "الشبكي" واختتم سمو محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخي جولته التفقدية بمشاهدة المسار الرابع وهو المسار الترفيهي الذي بذلت فيه جهود مميزة من اجل زوار جدة في مهرجانها والمقدر وفق التوقعات بنحو مليون زائر خلال العشرة الأيام ويتضمن المسار الترفيهي برامح وفعاليات ومسرحيات كوميدية بالأمثلة الحجازية وعروض الشخصيات الكروتونية ومشاهد متعدد من الحياة ممثلة في البيوت الحجازية الى جانب مشاركة الفرق الشعبية لتقديم أهازيج من اللون الحجازي وفي نهاية جولته التفقدية حث سمو محافظ جدة القائمين على المهرجان إعطائه القيمة العظيمة التاريخية لهذه المنطقة العريقة، ليُسهم المهرجان في تسجيل منطقة جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو والمحافظة عليها وشدد الأمير مشعل بن ماجد، على أن الهوية الجديدة للمهرجان تتمثل في عودة أهاليها للاهتمام بها،موضحا ان هوية المهرجان في النسخة الثانية بشعارها "شمسك أشرقت" يحتاج منا ان نوظف هذا المفهوم على كل جزء من أجزاء المهرجان، لافتاً أن المنطقة التاريخية لها الكثير من الخصوصية، خاصة في مشروعاتها التطويرية منوهاً لأهمية وضع إستراتيجية تعمل وفق منظومة عمل متجانسة ومتناغمة من أجل تحقيق ما نتطلع إليه لهذه المدينة بكل تفاصليها الصغيرة والكبيرة. وأعرب سموه عن أمله في أن يكون مهرجان هذا العام أكثر تميزاً ونجاحاً، مشدداً على أهمية العمل الجماعي بين كافة القطاعات المشاركة والمنظمة، وأن نجاح المهرجان لا يجير لجهة دون أخرى وإنما لكافة من ساهم وبذل عملاً مخلصاً، داعيا إلى إيجاد قنوات تواصل بين كافة القطاعات من أجل ان يخرج المهرجان بالأهداف المرجوة وبما يتوافق مع تطلعات كل مواطن يحب هذه المدينة الساحرة التي تعد اليوم مدينة عالمية نموذجية بكل المعايير الإقليمية والدولية