قال مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إنه تم رصد تجاوزات لبعض جمعيات التحفيظ وتوعية الجاليات المرخصة في بعض المناطق بمنحها بعض الأشخاص عمولة تراوح بين 5 و10 في المائة مقابل جلب تبرع مالي لها أو في حسابها الرسمي في المصارف الوطنية، مشيرا إلى أن بعضها تبنى إنشاء مشاريع سكنية ووقفا خيريا داخليا "دون رصيد مالي يكفي لاكتمال المشروع". وأكد المسؤول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن مخالفة الأنظمة والقوانين تستلزم معاقبة مرتكبيها ومن يثبت عليه ذلك، مضيفا أن تلك الجمعيات تجتهد اجتهادات فردية وتتجاوز بعض الخطوط وتتبنى وقفا خيريا أو غيره وهي لا تملك قيمة تلك المشاريع، وتقوم بمنح بعض الوجهاء والمعروفين المؤثرين خطابات رسمية موجهة إلى وجهاء وأعيان ورجال الأعمال وأهل الخير في المناطق بهدف التبرع لتلك الجمعية، وفي حال تم تحصيل المبلغ وإحضاره إلى الجمعية تقوم الجمعية على الفور بمنح الشخص الذي جلب المبلغ من 5 إلى 10 في المائة "عمولة" في مخالفة صريحة للأنظمة والقوانين. وحذر الجمعيات التابعة للوزارة دون تخصيص من القيام بتلك التصرفات التي تسيء للجمعيات الخيرية التابعة للوزارة، مشيرا إلى أن العاملين في جمعيات التحفيظ وتوعية الجاليات والمكاتب التوعوية يتقاضون رواتب شهرية مقابل أداء الأعمال المناطة بهم، إضافة إلى بعض الحوافز الأخرى، كما ترصد ميزانيات سنوية لتلك الجمعيات، والبعض منها يستفيد بشكل كبير من بعض الأوقاف التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، معترفا في الوقت ذاته بالشح المالي الكبير الذي يواجه بعض الجمعيات. وحمل المسؤول "البيروقراطية الموجودة في بعض الدوائر الحكومية" السبب في تعثر العمل الاجتماعي، وذلك في استخراج التصاريح وبعض الأمور التي تحتاج إليها الجمعيات، والتأخر في تخليص الإجراءات لدى الدوائر. ويبلغ عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية في السعودية بأنواعها كافة التي تتبع عديدا من الجهات مثل وزارتي الشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية وغيرهما نحو 987 جمعية ومؤسسة، وفقا للمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد". وفي تقرير صدر أخيرا عن وزارة الشؤون الاجتماعية أكد أن عدد الجهات الخيرية التابعة لها بلغ 748 جهة، بين جمعيات ومؤسسات خيرية، منها 83 جمعية نسائية، فيما بلغ إجمالي المعونات المصروفة على تلك الجهات 753 مليون ريال خلال العام الماضي، وأن عدد أعضاء تلك الجهات تجاوز ال 153 ألف عضو، وعدد العاملين فيها نحو 16 ألف عامل، في حين يصل عدد أعضاء المجالس الإدارية لأكثر من 5000 عضو. فيما يبلغ عدد الجمعيات الخيرية النسائية التي تشرف عليها الوزارة 38 جمعية، تمثل 5 في المائة من إجمالي الجمعيات والمؤسسات الخيرية في السعودية، فيما أشارت الوزارة إلى وجود عدد من اللجان النسائية ضمن الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأخرى. وأوضحت التقارير أن عدد جمعيات البر الخيرية المسجلة في الوزارة بلغ 460 جمعية، فيما بلغت الجمعيات الصحية 42، تلتها جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة ب22، فيما بلغت جمعيات الزواج الجماعي 20 جمعية. وجاء في التقارير أن الجمعيات الخيرية التي رُخص لها من الوزارة في مدينة الرياض بلغت أكثر من 160 جمعية ومؤسسة خيرية، بينما يصل عدد الجمعيات الخيرية في منطقة مكةالمكرمة إلى 140 جمعية ومؤسسة خيرية، و47 في المدينةالمنورة، إضافة إلى 60 جمعية ومؤسسة خيرية في القصيم. وأفادت أنه في آخر الإحصاءات الرسمية التي سجلتها وزارة الشؤون الاجتماعية، بلغ عدد المعونات المصروفة على تلك الجمعيات أكثر من 753 مليون ريال، منها 625 مليون للجمعيات ذات الاختصاصات المتنوعة، و128 مليون للجمعيات النسائية. وتشرف الإدارة العامة للجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية على أعمال هذه الجمعيات، وتقديم الإعانات المتنوعة، ومنها إعانات ما بعد التأسيس والإعانات السنوية والإنشائية والطارئة.