ظهر تقرير نشرته أماديوس، شريك التكنولوجيا الرائدة لقطاع السفر العالمي، أن استراتيجيات التحول الاقتصادي القوية التي تطبقها المملكة العربية السعودية ستعطي زخماً كبيراً لتوجهات قطاع السياحة والسفر في المنطقة طوال الخمسة عشر عاماً القادمة. وكانت "مدن المستقبل"، المدن الست الجديدة التي يتم تطويرها في المملكة، من بين أهم العوامل الرئيسية التي قام التقرير بتحليلها. ونظراً إلى احتوائها على مجموعة من الجامعات والكليات ومعاهد التدريب الجديدة، فمن المتوقع أن تضع هذه المدن الاقتصادية أسس التحول الصناعي من خلال اقتصاد مبني على المعرفة، ما يشجع أيضاً على توسيع دائرة استثمار القطاع الخاص. وقد وضعت كل من شركة فروست آند سوليفان وشركة إنسايتس للاستشارات التقرير، الذي جاء بعنوان "رسم المعالم المستقبلية لقطاع السفر في دول مجلس التعاون الخليجي: محركات التغيير"، بتكليف من أماديوس. ويسلط التقرير الضوء على العوامل التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على معالم قطاع السفر المستقبلية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. كما يكشف التقرير عن معلومات خاصة بكل دولة حول "محركات التغيير" أو "المؤثرات" التي تم تصنيفها تحت خمسة عناوين رئيسية هي التأثير السكاني، وتأثير ما بعد النفط، وتأثير البنية التحتية، وتأثير الحدود وبوابات الدخول، وتأثير المعلومات. وفي تعليقه بهذا الصدد، قال أنطوان مدور، نائب رئيس شركة أماديوس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "نسعى دائماً في أماديوس إلى توفير دعم متعدد الأوجه لشركاء قطاعنا والمسافرين أيضاً عبر الاستفادة من مصادرنا لفهم متطلبات الأطراف المعنية وتطوير أفضل الحلول الممكنة. ولا شك أن هذا التقرير سيساعد أبرز اللاعبين في قطاع السياحة والسفر على توقع التوجهات المستقبلية وإدراك التحديات والفرص المتوفرة". وتحدث التقرير عن أن العناصر الديموغرافية الفريدة التي تمتاز بها السعودية هي إحدى المؤثرات الرئيسية في تغير سلوكيات السفر وتوجهاته في المستقبل. وتعد المملكة العربية السعودية الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي من ناحية التعداد السكاني، إذ يصل عدد سكانها إلى 28 مليون نسمة، وستشكل نسبة 60% من التعداد السكاني الإجمالي في المنطقة بحلول العام 2030. ويعتبر 30% من السكان حالياً من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وهذه الفئة بالذات ستكبر قريباً وستؤثر بشكل كبير على توجهات قطاع السفر في المنطقة. وقد سجلت السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في حجوزات السفر التي تتم عبر الإنترنت والتي يتسارع استخدامها بفضل تعريب المواقع الإلكترونية المتخصصة. ويعتبر هذا الأمر مهماً في ظل نسبة النفاذ العالية إلى الإنترنت في المملكة والتي تصل إلى 49.7% من السكان. وقد سجلت السعودية أرقاماً تاريخية في نسبة النفاذ إلى الإنترنت عبر الهواتف المتحركة، إذ تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية نظيراتها من أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة. بدوره قال نشأت بخاري، مدير عام أماديوس السعودية: "تتصدر المملكة حالياً أسواق الشرق الأوسط في حجم السفر الجوي المحلي والدولي، وسوف تواصل موقعها الريادي هذا بفضل العناصر الديمغرافية المؤلفة بشكل رئيسي من الشباب، فضلاً عن نسبة النفاذ العالية إلى الأجهزة الذكية، وجهود تنويع الاقتصاد. تستخدم السعودية عائداتها الضخمة من مصادرها الهيدروكربونية لدفع النمو الاستراتيجي للبنية التحتية. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحقيق مستويات نمو غير مسبوقة في قطاع السفر والسياحة الموسمي والخاص بالشركات". ويتأثر قطاع السفر في المملكة بالعدد المتزايد من المسافرين الموسميين الذين يتقاطرون إلى السعودية لأداء الحج والعمرة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وباستثناء ما سبق، تقتصر الزيارات من غير دول مجلس التعاون الخليجي على رحلات الأعمال والرحلات العائلية، خاصة في ظل عدم وجود تأشيرات سياحية في الوقت الحالي. وأضاف بخاري: "نحن واثقون من أن المملكة العربية السعودية ستدخل حقبة جديدة تمتاز بشبابها المثقف والمترابط تقنياً، وبمدنها المتطورة، وبوجهات الأعمال والترفيه الجديدة والمتميزة، وبرؤية جديدة مبنية على القيادة والريادة. وسوف نراقب التحول الذي سيطرأ على البلاد خلال الخمسة عشر عاماً القادمة وأثر هذا التحول على قطاع السفر في المنطقة". لتنزيل نسخة من تقرير "رسم المعالم المستقبلية لقطاع السفر في دول مجلس التعاون الخليجي: محركات التغيير"، يرجى زيارة الرابط التالي: http://www.amadeus.com/blog/05/06/middle-east-report