يتعرض البعض إلى مشكلات اجتماعية سواءً أسرية تتعلق بمشكلات الأبناء بصفة عامة وفي مختلف مراحلهم العمرية أو مشكلات زوجية بمختلف أشكالها أو غيرها من المشكلات النفسية والاقتصادية والتعليمية …الخ سواء كانت مرتبطة بالبيئة الداخلية كالأسرة أو بالبيئة الخارجية كالمدرسة والحي والعمل والمجتمع الخارجي بصفة عامة . مما جعل صاحب المشكلة أو المتضررين بها وهم البيئة المحيطة به يعجزون عن مواجهة المشكلة فيلجئون إلى الاستشارات الهاتفية لطرح معاناتهم وأسرارهم إلى المستشارين والمصلحين الأسريين والنفسيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالهاتف والفيس بوك والواتس أب والايميل و غيرها وقد يدلون بأدق أسرارهم عبر هذه الوسائل المراقبة والمسجلة مما ينتهك سرية معلوماتهم والأدهى والأمر من ذلك عندما يكون هؤلاء المستشارين دخلاء على المهنة من غير المتخصصين في العلاج الأسري والاجتماعي والنفسي . لاشك ان المستشير شخص سواء كان ذكرا أو أنثى مضطر للجوء إلى هؤلاء لتوفرهم بكثرة في مواقع التواصل الالكترونية وقد يقع ضحية لشخص وهمي قد يكون وضع بجانب اسمه المستعار لقب المستشار الأسري لإيقاع ضحاياه في الفخ والابتزاز المادي وغير المادي والواقع القريب شاهد على ذلك . ونحن كأخصائيين اجتماعيين جامعيين خريجي أقسام الخدمة الاجتماعية مؤهلين في الاستشارات الأسرية وفقا لأسس علمية وطرق علاجية والبعض منا حاصلين على درجات الماجستير والدكتوراة من هذا القسم ونعمل في عيادات الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات الحكومية ضمن فريق طبي كمعالجين اجتماعيين للمشكلات الاجتماعية النفسية التي تعوق المرضى في ممارسة أدوارهم الاجتماعية بشكل طبيعي ، ومن أهم مبادئنا المهنية المحافظة على سرية صاحب المشكلة ، ولكن الحقيقة أن دورنا معطل ولم يفعل بالشكل المتوقع وقد يعود ذلك لعدم وضوح دورنا او لقلة الاعتراف المجتمعي بنا او لاعتبارات الخصوصية على أساس ان بعض المشكلات الأسرية من حساسيتها يمتنع صاحب او صاحبة المشكلة من طرحها للأخصائي الاجتماعي والأخصائية وذلك خوفا من انتهاك أسرارهم ، وقد تكن جميع تلك الأسباب مجتمعة أو غيرها ، وها نحن نمكث يوميا في مكاتبنا بالعيادات الخارجية لاستقبال الحالات والاستشارات الاجتماعية والنفسية ولكن دون تلقي ذلك . في المقابل تجد الاستشارات الهاتفية تنهال على المستشارين الدخلاء على مهنتنا ، لذلك فإني أوجه الدعوة لأصحاب المشكلات والمستشيرين من الجنسين بمراجعة المستشفيات في عيادة الأخصائي الاجتماعي بالنسبة للذكور ومراجعة الأخصائية الاجتماعية بالنسبة للإناث فنحن نستقبلهم ونرحب بهم ونحافظ على أسرارهم ونقوم بتقييم اجتماعي نفسي شامل للحالة ومن ثم تقديم الاستشارة و التدخل العلاجي الملائم لها . وبعد عزيزي المراجع لا تتحرج من مقابلة الأخصائيين الاجتماعيين لطرح مشكلتك لديهم فهم كغيرهم من المعالجين مؤتمنين على خصوصيات وأسرار المرضى .