دعا مسئول في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة بضرورة تفعيل المشروع الوطني للتعامل مع المصابين باضطراب طيف التوحد في السعودية بجميع أجزائه وتفاصيله. وقال:" نحن اليوم أمام واقع لا بد من التعامل معه بشكل جاد، فهناك وفقا للإحصائيات الغير رسمية والصادرة عن جهات معنية بالأمر، نحو 10 في المائة من السعوديين مصابين بالتوحد، كما إن هناك البعض منهم يتلقى العلاج خارج المملكة لعدم توفر المراكز بشكل كافي في السعودية". وأوضح ماهر بن صالح جمال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، على هامش افتتاحه صباح أمس الملتقى العلمي الثامن لدعم الأسر والمختصين العاملين في التربية الخاصة، إن المشروع الوطني يتضمن بوضوح تحديد مهمات القطاعات الحكومية ذات العلاقة. وأشار إلى أهمية الأخذ بأساليب العلاج الحديثة التي أظهرتها الدراسات العالمية، مبيناً إن ازدياد عدد المصابين بمرض التوحد في المملكة يستوجب معه إعادة النظر من القطاع الخاص، والذي يجب عليه أن يتجه في الوقت الحالي للاستثمار في إنشاء المراكز المتخصصة ذات الإمكانيات المتقدمة والمساعدة في تحقيق العلاج. ولفت رئيس غرفة مكة إلى إن المملكة تعيش نهضة علمية شاملة في جميع مجالات المعرفة والتخصصات، مردفاً :" لقد حرصت على تسليح أبنائها بالعلم والمعرفة في عصر تعددت فيه المعلومات وتوافرت فيه الأبحاث والدراسات، فتطورت المنتجات ونهضت المجتمعات". وأكد إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أولى العلم والعلماء اهتماما بالغاً في مسيرة النهضة التنموية والثورة العلمية التي تشهدها بلادنا، إذ حرص أيده الله على دعم مختلف الأبحاث والدراسات العلمية والاستفادة من التقنية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في ذلك، إضافة إلى استقطاب العلماء من مختلف دول العالم ليجتمعوا تحت مظلة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية العالمية. وتابع :" ما يميز هذه الصروح العلمية المنتشرة في أرجاء الوطن أن بعضها مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة مثل مركز الأمل المنشود لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكةالمكرمة". وأضاف خلال كلمته الافتتاحية للملتقى :" من هذا المنبر في رحاب بلد الله الحرام أدعوا الجميع إلى الوقوف مع هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا، ونمنحهم فرصة التعلم، ونفتح لهم طرق المعرفة من خلال دعم مثل هذه المراكز بالبرامج التعليمية المناسبة لاحتياجاتهم الفكرية الخاصة، فهم أولا وأخيرا أبناؤنا ولهم حق علينا". من جهتها قالت الدكتورة هانم ياركندي رئيسة جمعية أم القرى الخيرية النسائية، إن مركز الأمل المنشود لذوي الحاجات الخاصة البالغة قيمة تأسيسه 300 ألف ريال، هو أحد المشاريع المنفذة من قبل جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكةالمكرمة، وإن الذي ساهم في تأسيسه هو ذلك الدعم الذي تلقته الجمعية من الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز ال سعود. وكشفت ياركندي، إن أسباب تأسيس المركز تعود إلى وجود الزيادة في إعداد المصابين بما لا يتوافق مع واقع الخدمات المقدمة في القطاع العام والخاص، عدم وجود خدمات متخصصة من شأنها تقديم الدعم لفئة التوحد، وعدم وجود خدمات متخصصة للفئات الخاصة في مرحلة الشباب وما بعدها. وترى رئيسة جمعية أم القرى الخيرية النسائية في مكةالمكرمة، إن هناك محدودية في إعداد المختصين العاملين في المجال، وذلك في وقت تحتاج فيه الأسر إلى برامج إرشادية وتدريبية في مراحل عمرية متعددة مع الحالات الخاصة. وتأمل ياركندي أن يكون المركز من أحد المراكز الرائدة في مجال رعاية ذوي الحاجات الخاصة وتقديم الخدمة لهم بأداء عالي و مهنية متميزة، مؤكدة إن رسالة المركز تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات المقدمة للفئات الخاصة، والعمل على تنفيذ المقترحات العلمية للحد من المعوقات أمام تطوير هذه الخدمات. وعن أهداف المركز، قالت ياركندي:" نحن نريد توفير خدمات متخصصة لتأهيل وتعليم وتدريب ذوي الحاجات الخاصة، مساندة الأسر عن طريق برامج الإرشاد الفردي و الجماعي و تبادل الخبرات، تقديم جميع الخدمات الرئيسية والخدمات المساندة تحت سقف واحد، تطوير أداء العاملين مع ذوي الحاجات الخاصة علمياً و مهنياً، المشاركة في الملتقيات والأنشطة و الأبحاث التي تخدم ذوي الحاجات الخاصة، نشر ثقافة دعم ذوي الحاجات الخاصة والسعي لتعريف جميع فئات المجتمع بحقوقهم، دعم برامج التوظيف المهني للحالات فوق سن 16 سنة". وأما على المدى البعيد فأفصحت ياركندي، بان المركز يهدف إلى تأسيس بؤرة لانطلاق البرامج التدريبية و ورش العمل المتخصصة للعاملين بمجال التربية الخاصة و أسر ذوي الحاجات الخاصة، مفيدة إن المستفيدين من المركز يتمثلون في المصابون بالتالي: " الإعاقة العقلية ( بسيطة، متوسطة)، التوحد ( بسيط، متوسط)، متلازمة داون، صعوبات النطق، الشلل الدماغي". وشهد الملتقى خلال مدة إقامته التي استمرت ستة ساعات متواصلة، عقد ثمانية ورش عمل في مجالات: الخدمات الداعمة لأسر ذوي الحاجات الخاصة، برنامج تنمية وتطوير المهارات المعرفية للفئات الخاصة، علاج المشاكل والمتعلقة بتناول الطعام للأفراد ذوي اضطراب التوحد والإعاقات الإنمائية الأخرى. كما شملت الورش محاضرة عن مقياس "الكارز" الصورة الثانية لتشخيص التوحد، مقياس الكشف المبكر للأطفال المعرضين لخطر الإصابة، توظيف الخدمات الإلكترونية في تطوير وي الحاجات الخاصة، محاضرة الخدمات الانتقالية إلى مرحلة البلوغ لذوي الاحتياجات الخاصة، الاتجاهات الحديثة في تشخيص اضطراب التوحد من خلال جدول الملاحظة التشخيصية للتوحد، ونموذج برنامج مبكر لفئة التوحد.