[FONT=Arial] إن الدولة السعودية تعتبر مدرسة الحب والانتماء حيث جعلت الأسرة هي النواة الرئيسية ، التي تنبثق من خلالها روح الحب و الانتماء ، حيث بدأها الأب وهو مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ، ولا عجب فلقد قالوا عنه انه الزعيم الذي وصفه قادة الدول وأرباب القلم بأنه أجدر ملوك المسلمين بالخلافة، وأعظم رجال القرن العشرين في العالم الشرقي، والوحيد الذي يتمتع بالقدرة الكافية على بسط حكمه ونفوذه على جزيرة العرب التي لم تعرف الاستقرار إلا في عهده ، ولا تقوم المدرسة بدون قائد محنك فلقد كان الملك عبد العزيز رحمه الله صاحب شخصية نادرة ، فهو دائما حاضر الذهن ، سريع البديهة ، فصيح اللسان ، قوي الحجة والبيان إذا أراد الإقناع ، يسبق عقله لسانه ولا يقول إلا ما يعتقد ، يمتلك ذاكرة قوية ، ويتميز حديثه بالذكاء واللياقة لدرجة تبهر وتفتن من يحادثه ، لديه قدرة عجيبة على مخاطبة الجميع على اختلاف مستوياتهم الثقافية ، له الكثير من الخطب الارتجالية والمكتوبة يقول عنه الكاتب الإنجليزي كنث وليمز : "مواهب ابن سعود الخطابية عظيمة ، بل هي من عوامل احتفاضه بعرشه . يظهر مقدرة عجيبة في أحاديثه العامة والخاصة ، وهو إذا تكلم تدفق كالسيل يحب التحليل ورد الشيء إلى أصله ، شديد الولع بتشريح المواضيع تشريحا يدل على ذكاء وفطنة ولباقة . يخاطب البدوي بلهجة البدوي ، والحضري بلهجة الحضري وما استمع إليه أجنبي إلا خرج مفتونا بحديثه .. " والمدرسة حتى تبقى لابد أن يكون لها منهجاً ، فما بالك بمدرسة الحب والانتماء فمنهجها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولقد ظهر هذا المنهج في خطابات الأب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ومن أشهر الخطب له : " أنا مبشر أدعو لدين الإسلام ، ولنشره بين الأقوام . أنا داعية لعقيدة السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وما جاء عن الخلفاء الراشدين ، أما ما كان غير موجود فيها ، فأرجع بشأنه إلى أقوال الأئمة الأربعة فآخذ منها ما فيه صلاح المسلمين . أنا مسلم وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين ، وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين ولو على يد عبد حبشي وإنني لا أتأخر عن تقديم نفسي وأسرتي ضحية في سبيل ذلك .أنا عربي وأحب قومي والتآلف بينهم وتوحيد كلمتهم وأبذل في ذلك مجهوداتي ولا أتأخر عن القيام بكل ما فيه المصلحة للعرب ، وما يوحّد أشتاتهم ويجمع كلمتهم . أنا مسالم ومدافع . أنا مسالم وأحب النصيحة قبل كل شيء لأن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . وأنا مدافع لأنني ما حاولت في وقت من الأوقات أن أعتدي على إخواني وأبناء قومي وكنت في كل وقت أقابل ما يصدر إلي منهم من إساءة أو خطيئة بصدر رحب ، على أمل أن يرجعوا إلى الصواب ، ولكني رأيت تماديا في الغي و الإساءة أضطر حينئذ للدفاع " وفي الختام دمت ياوطني مدرسة للحب والانتماء [/FONT]