ما دفعني لكتابة هذا المقال قصة سمعتها ولم أكد أن أصدقها في احد الأيام كنت بالجامعة وبينما أنا جالسة مع صديقاتي تحدثن في أمور كثيرة ومن بينها ذكرت احدى الفتيات أن لديها 8اخوات جمعهن متزوجات بالأشخاص الذين احبوهم فاندهشت أنا حد علمي أنهم من قبيلة منغلقة جدا ويمكثوا في قرية فقلت لها: كيف حصل ذلك ؟ قالت لي: أن الفتاة في بيتنا اذا احبت تخبر والدي بما تشعر به ومن هو الشخص الذي تتمناه فقلت لها :أكيد انك فهمت الموضوع خطأ قالت لى: انا أصغر وحده وفعلت مثل ما فعلوا اخواتي عندما احببت شخص كان والدي أول شخص يعلم بمشاعري فقلت لها :ولم تخافين من العواقب الم تخافي من أن تشدد الرقابة خوفاً عليك فقلت لي :أبي رجل متفتح وله مبادئ وأنا أثق فيه لذلك لا أخاف من شيء طالما أنا لم أخطئ فقلت لها :انتظري حتى استوعب الموضوع حماس الآن والدك متفتح ولكن الم تشعري بالخجل وانت تتحدثين في موضوع مثل هذا وخصوصا أنه والدك وليس والدتك فقالت لي :انه يتعامل معنا بكل حنان ويتكلم معنا كثيرا ويناقشنا ويهتم لرغباتنا لذلك اشعر براحة واطمئنان وانا اصارحه فقلت لها :وما شعورك عندما تصارحي والدك بحبك لشخص قد يخذلك قالت لي :هذا لم يحدث معنا لا انا ولا اخواتي وعندما اصارح ابي بمن أريد ارسل اخوات الشاب اليه ليأتي ويصارح ابي بأنه يريد الزواج منى ولا يرغب بفعل أى شيء من خلفه وانه سعيد بالارتباط من هذه العائلة ويريد فرصة 5 سنوات تقريبا حتى يكون نفسه ويطلب من ابي وعد بأن لا يزوجني لأحد غيره وطوال تلك الفترة نلتزم الاحترام والأدب وما نجاوز حدودنا ونعرف أن مصيرنا سيربط ببعض وبذلك هو يطمئن وأنا مطمئنة ولو أتى أحد لخطبتي يعرف ابي بأني لن أوافق فيقول للشاب ليس لدينا فتيات للزواج وبذلك يكون كل الأطراف على علم ومرتاحين فقلت لها :ما هو المنطق الذي يؤمن به والدك؟ فقالت: أن ابي يقول لنا أن الفتاة عندما يرغب بها شخص وتتزوج بشخص أخر لن توفق في حياتها ابي سعيد لسعادة اخواتي كل منها في بيتها معززة مكرمة سعادته من سعادتنا لو تأملنا القصة ونظرنا الى الإيجابيات لنسأل بعض الأسئلة هل ستتحمل لو صارحتك ابنتك بحبها لشخص ما ولو فرضاً صارحتك وقالت لك ما تشعر به ؟ هل ستضربها أم تحبسها أم تحرمها من كل شيء تريده ؟ أم تسألها أسئلة كثيرة بغرض الشك والغيرة ؟ ماذا نفعل عندما يصارحنا أبنائنا بمشاعرهم لمن يكنون لهم الحب ؟ هل سننظر الى العائلة هل هي مناسبة أم لا ؟ وهل كان هناك عداء قديم بين العائلتان ام لا ؟ أم ما يهمنا فعلا أبنائنا ومشاعرهم ؟ في الجانب الأخر سمعت قصص كثيرة حول رفض اباء لبعض الخطاب رغم قبول الفتاة وجبر الفتاة على شخص لا تريده بحجة انه يعرف مصلحتها هل هذا من الدين الإسلامي الحنيف؟ الدين الإسلامي دين يسر وقد يخطئ الكثير باسم العادات والتقاليد ولكن هذا ليس له ارتباط بالعقيدة التي يعتنقونها تبقى التقاليد تقاليد ويبقى الدين واضح ..الحلال بين والحرام بين القبول والايجاب من شروط الزواج الناجح والمرأة مكرمة لها حرية الاختيار ولا يحق لأحد مهما كان أن يسلبها حقها ولا يحق لأحد أن يسلب حقوق الآخرين بدافع الدين الدين خلق رفيع ولو تقيدنا بالدين لسمت أخلاقنا الدين الإسلامي يدفعنا لعمل علاقات ناجحة مع الآخرين وقد علمنا سيد الخلق وقدوتنا وحبينا محمد صلي الله عليه وسلم كيف نكسب الأخرين ؟ كيف نكسب أبنائنا ؟ كيف تكسب الزوجة زوجها ؟ وكيف يكسب الزوج زوجته؟ فقد... لو اقتدينا بسيد الخلق لصلح حال المجتمع بأسره !!! ولكن البعد عن الدين يسمح للشيطان بأن يدخل ليدمر العلاقات وبالتالي تكثر المشاكل لدرجة صعب أن نسيطر عليها عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) أخرجه الترمذي ..لنقف وقفة تدبر وتدارك لقول الشوكاني رحمه الله تعالى :عندما قال في شرح الحديث.. ففي ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله فإن الأهل هم الأحق بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر ، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس ، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر ، وكثيراً ما يقع الناس في هذه الورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقاً و أشحهم نفساً وأقلهم خيراً ، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره ، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق ، نسأل الله السلامة ). وفقنا الله جمبعا لاتباع سنة نبيه . أختكم الكاتبة :شفاء الهذلي [email protected]