مدخل : هدوء ٌ أنيق وما أجملك أيُها الليل . الشتاء ورياحه العاتية التي تصدر صوتاً فريداً ومميزاً , ومنتصف الليل بساعاته المتأخرة , وهدوء الشوارع والطرقات , وضوء القمر الذي أصبح بدرا , لا يعمل سوى إيقاظ الحنين والمشاعر والإشتياق .. ليلة ليست كأي ليلة , إنها تعبث بالمشاعر , وتلعب بالقلب , وتشغل البال كثيرا , في هذا الوقت لا يحضر البال سوْاها , فتارةً تشغل الفكر , وأخرى تشغل القلب , وأحياناً العين تترقب رؤيتها وقدومها .. حلمٌ منتظر وإحتياج مستمر لرؤية فاتنة الشتاء في هذا المساء , وكلما أشتدت برودة هذا المساء وتأخرت ساعات ليلة زاد الاحتياج والتمني . الكون يبدو خاليا إلا من القمر المكتمل بدرا , وطقوس الشتاء , وبضع نوافذ في أحياء المدينة لم ينطفئ نورها , وحنين قلبي لرؤيتها . الإنتظار في الشتاء والحنين فيه أشبه بالمشي على جمرات من النار , وأيُّ نار , إنها نار الحنين والإشتياق . إنها الثانية عشر منتصف الليل , وأنا أتكئ على أرجوحة الإنتظار , لعل هذا المساء يحن ويرأف بحالي ويأتي بها , فعيناي حزينة لم تنعم برؤيتك هذا المساء , فعندما أراك أعدك أن أطيل النظر إليك , فجوع عيناي لرؤيتك أفقدني متعة النظر إلى الأخرين بوضوح . وعلى سبيل التجاهل وإضاعة الوقت في هذا المساء البارد لابد من ممارسة طقوس النسيان كصنع كوباً من القهوة , لأنه ُ كما يقال قد يكون سبباً في قتل الحنين والإنتظار , لكن لا جدوى فأجد نفسي أنسى كل شيء إلا فاتنة هذا الشتاء . طال الإنتظار وتعقّد الحال وأرُهق القلب ما الحل إذاً ؟! آآآآهٌ على هذا الحال وآآآهٌ على الحنين المزمن وآآهٌ على هذا المساء الحزين . وأخيراً عيناي مرهقةٌ تود رؤيتك في هذا المساء لكن أصبح حضورك حلم , سأخلد إلى النوم وفي قلبي حنينٌ لك ولعلّني أحلم بملاقتك . مخرج : النسيان دواء يزول مفعوله ليلاً ... حسين الشمراني ...