وصلنا المطار برفقة بعض الشباب بعد أن قضينا أياما في مهرجان إنشادي خارج مكة كان برفقتنا شاب يتيم (ربما يقرأ هذه القصة الآن ) هذا الشاب كان يعيش في الدار .. لا يعرف الشباب الذين كانوا برفقتنا ما شكل الحياة في الدار أما أنا فقد زرت الدار مرات كثيرة .. من المطار اختار بعض الشباب سيارتي للعودة معي إلى مكة قال لي أحدهم : يا أخي هذا الشاب (طفشني) من كثرة كلامه في الطائرة عن سعادته بالرحلة ... أصبحت أتحاشى الكلام معه الآخر : أنا كنت أهرب منه في كل لحظة يبدأ معي بالحديث عن الحياة وعن أفكاره وأحلامه الثالث : الحمد لله أنه لم يرافقنا إلى مكة .. لأني ربما أطلب منه السكوت .. لم أعد أحتمل (ثقالته) وقتها كان لابد من تقديم درس لهؤلاء الشباب و إعطائهم صورة عن هذا الشاب سألتهم : ما هو أول شيء ستفعلونه حينما تصلون إلى منازلكم ؟؟ كان الجواب هو العودة إلى البيت و السلام على الأهل و الوالدين و إخبارهم بتفاصيل الرحلة الممتعة ..... قلت لهم : هذه الحياة التي تنعمون بها وسط أهاليكم هي التي يفتقدها هذا الشاب .. هو لن يعود إلى أسرة تحتضنه يخبرها بتجربته المثيرة ... سيعود إلى الدار ويحكي لمحروم مثله أنه التقى بشباب طيبين أنعم الله عليهم بإخوة وآباء وأمهات .. شعرت معهم بسعادة بالغة ولكن للأسف لم تستمر إلا لأيام .. ثم ينام وهو يحلم (مثل من حوله في العنبر) بلحظة سعادة وسط (أهل ) ... هل ما زلتم تلومون هذا الفتى على سعادته ؟؟ ساد الصمت المكان وكانت الإجابة .. دموع وأمنيات بالسعادة للمحرومين منها أحسنوا إلى اليتيم أحبتي .. و اعلموا أن في الدار عشرات من المحرومين يستحقون منا إلى المحبة و(الاحتراااااااام) منصور الحارثي mr_mns@