لو أن لهذا الشهر إدراك لشعر بالحزن الشديد وبالغربة بعد أن كان يحل على أمة واحدة متكاتفة متحدة .. يتسامح المتخاصمون منهم حينما وينسون كل ما بينهم من خلاف فقط احتراما لهذا الشهر كان الشهر يزور أمة عزيزة عدوها واحد فقط .. قضيتهم واحدة .. همهم واحد .. يختلفون في أي شيئ و لكنهم يقفون صفاً واحدا باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم خلف إمام يتلو ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) كان يحل الشهر على أقوام لا ترضى أن يضام منهم أحد .. تتغير حياتهم بدخول الشهر .. يستثمرون الشهر بكل لحظاته في بذل الخير وقبلهم أقوام كان الشهر الفضيل الموعد المفضل لتحقيق الانتصارات .. وإعلاء كلمة الله وفي مصر كان القبطي ينتظر الشهر كجاره المسلم ويغير من شكل حياته لكي لا يشعر جاره بشيء بل أخبرني مصري قبطي أن والده كان يدعى للإفطار عند بعض المسلمين وموائد الرحمن يجتمع حولها الجميع لا يسأل أحد عن ديانته واليوم كل شيئ قد تغير الأمة الواحدة لم تعد كذلك .. الخلاف ينخر في عظم الأمة .. في السياسة والفكر وفي كل شيئ رفعت الرايات وتجمع كل قوم حول راية ونسوا الراية العليا رمضان الأنس والمحبة .. رمضان الأمسيات الجميلة و (اللمة الحلوة) اختفى وارتفع صوت الخلاف .. رمضان هو رمضان .. ضيف يحبه الجميع .. لكنه الآن رمضان الغريب .. الذي افتقد أحبابه .. حتى نحن افتقدناه وافتقدنا نكهته على الرغم من حضوره إن أردنا أن نعيد رمضان أو أن ( نعود إليه ) لابد أن ندرك أن رمضان يسكن القلوب لا أوراق (التقويم) .. متفائل بالعودة كل رمضان وأنتم أمة واحدة .. منصور الحارثي mr_mns@