مع قرب الاختبارات النهائية لهذا الفصل الدراسي أحببت أن أطل على الجميع ببعض النصائح والملاحظات التي لها أهمية قصوى على كل مسؤولٍٍ عن الطلبة من أولياء الأمور والجهات الأخرى ذات العلاقة من أجل أن تمر هذه الفترة العصيبة بسلام ويسر وسهولة على الطلبة وعلى أسرهم وعلى المجتمع بشكلٍ عام. **** من المتعارف عليه أن فترة الاختبارات دائمًا ما تشكل نوعٍا من الرهبة والخوف على الطلبة مما يجعلهم يعيدون النظر في ترتيب جدولهم اليومي من أجل الخروج من هذه الاختبارات بنجاحٍ ودرجاتٍ مميزة وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بالمستقبل ونحوه.وبالمقابل يكون هناك اهتمام من جانب الأسر في هذه الفترة فتكون الأسرة أكثر سؤالا عن أبنائها وقربا كنوع من التهيئة النفسية للأبناء لتجاوز هذه الفترة. وهذا أمرٌ محمودٌ ومهمُ جدًا ويجب على أولياء الأمور توجيه الأبناء بالتعلق بالله عز وجل وتوكيل جميع أمورهم عليه سبحانه،ثم الاعتماد على أنفسهم وبذل الجهد الجبار من أجل الحصول على الشهادة ذات التقدير المميز لصناعة مستقبل واعد لهم ولأسرهم ومجتمعهم. ***** الاختبارات تعد إحدى مواسم حثالة المجتمع وشرذمته السيئة فيجدون في هذا الموسم بُغيَتهم ويصطادون فرائسهم ويوقعون بعض الطلبة في شباكهم كصيدٍ سهلٍ طريٍ لذيذٍ لهم،يبثون من خلال هذا الصيد سمومهم الخبيثة. ومن بين هؤلاء الخبثاء والشرذمة القليلة مروجو المخدرات الذين يفتكون بالطلبة وذلك بعباراتهم وأفعالهم الدنيئة كأن يقولوا "هذه الكبسولة تقوي الذاكرة " والأخرى "تنمي الحفظ " وثالثة "تعين على التركيز " وغير ذلك من العبارات القاتلة مستغلين ضعف بعض الطلبة واستغلال نفسيتهم المضطربة لترويج تلك السموم. وكم من طالب وطالبة ذهبوا ضحية لهؤلاء الخبثاء الذين أنهوا مستقبلهم وتركوهم أمام المصير المجهول يعانون وتعاني معهم أسرهم معاناة لا يعلم بها إلا الله. **** ومن الأمور التي تقع في الاختبارات بعض الممارسات الخاطئة كالتفحيط والمعاكسات وغيرها من الأمور السيئة وقد تكون استدراجا من أجل جر الشباب إلى المخدرات وهي إحدى طرق استقطاب الخبثاء لفرائسهم. **** أمر آخر خطير جدا وهو أن بعض أولياء الأمور أو بعض الطلبة يتأخر عن التحرك من المنزل في وقت مبكر،فيخرج في اللحظات الأخيرة والحاسمة،ويسير بأقصى سرعة،معرضًا حياته وحياة الآخرين للخطر،وكم من طالبٍ أو ولي أمرٍ فُقد بسبب السرعة فيجب أخذ الحيطة والحذر والخروج المبكر لضمان الوصول مبكرا ولراحة البال وإبعاد القلق والمؤثرات السلبية الأخرى على الطلبة. **** ولكي نضمن بإذن الله جميعًا مرور هذه الفترة بسلام وطمأنينة أقدم لكم هذه المقترحات البسيطة: 1- يجب على أولياء الأمور القرب من أبنائهم في هذه الفترة والاهتمام بهم وتحفيزهم من أجل أن يحصلوا على العلامات المميزة. 2- يجب على أولياء الأمور والمعلمين والمربين وأئمة المساجد والخطباء والإعلام وكل جهة ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة إعطاء دفعة معنوية للطلبة تكون لهم عونا على أداء اختباراتهم ويجب عليهم أيضا التحذير من رفقاء السوء وخبثاء المجتمع ومن له بغية سيئة في مواسم الاختبارات. 3- يجب على أولياء الأمور مراقبة الأبناء ومعرفة عدد فترات الاختبار لديهم وعدم السماح لهم بالعبث واللهو كثيرا، لا بأس إن ذهب الطالب مع أصدقائه الخلوقين لتناول وجبة الإفطار بعد الاختبار من أجل الترويح عن النفس وأخذ قسط من الانبساط والراحة لكن لا يعني هذا تركه طويلا معهم أو مع أصدقاء السوء ولا يعني أيضا تضييق الخناق عليه ومحاصرته،ما أجمل الوسطية. 4- يجب على أولياء الأمور الحذر ممن يستنزفون الجيوب كالأساتذة الخصوصيين ونحوهم الذين ينشرون إعلاناتهم قبيل الاختبارات أو ليلتها،فبعضهم يضيع وقت الطالب ويضره ولا يفيده لذلك حفز ابنك على المذاكرة بنفسه والاعتماد على ربه أولا وأخيرا وسؤال زملائه وأستاذه إن كان هناك وسيلة تواصل معه. 5- يفضل أن يتكرم الأساتذة بوضع وسائل اتصال للتواصل مع تلاميذهم والإجابة على استفساراتهم كنوع من المساعدة والتهيئة للاختبار. 6- المذاكرة الجماعية ينبغي الحذر منها وينبغي على ولي الأمر متابعة أبنائه تجاهها فبعضها يجر إلى السوء وبعضها إلى الفائدة. ورغم أنني أفضل الانفرادية إلا أن هناك بعض الأمور التي نحتاج فيها للمذاكرة الجماعية. هي جميلة لكن كثرتها مضرة. 7- يجب على الطلبة أخذ قسط كافي من الراحة والبعد عن السهر وتنظيم الوقت للمذاكرة والمراجعة لكي يحصدوا ثمارا جهدهم يانعة حلوة الطعم 8- يجب على كل طالب وطالبة المحافظة على كتبه ومسوداته فهناك من يستغل غفلة أصحابها عنها ويسرقها ويجعلهم في حيرة من أمرهم وهناك من يطلب أخذ نسخة منها ومن ثم لا يعد. كن متعاونا لكن كن أكثر حذرا. 9- يجب على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التواجد الكثيف لمنع المعاكسات ونحوها وإقصاء من يهتكون الأعراض ومعاقبتهم ومحاسبتهم. 10- يجب على الدوريات الأمنية أن تكثف تواجدها وتضع الخطة المناسبة لمحاربة من يبثون السموم تجاه بعض هؤلاء الطلبة ويستغلون اضطرابهم النفسي تجاه الاختبارات ويروجون لبضائعهم الخبيثة.كما يجب على إدارات المرور التواجد بشكل كثيف وتنظيم الحركة وملاحقة المفحطين ومعاقبتهم لحماية روح المفحط وأرواح المجتمع من كارثة التفحيط وإفساد خطط من يروج السموم. *** وختاما أسأل الله عز وجل أن يوفق جميع الطلبة وأن يسهل أمورهم وأن يحقق أمانيهم وأن لا يضيع لهم جهدا وأن ينفع بهم الدين والأمة. @brhoomy