بعد أخر كارثة حريق نشب في عام 1417ه بمشعر منى الطاهر وبعد أن أنشأت حكومة المملكة العربية السعودية خياماً ثابتة مطورة مضادة للحريق مصنوعة من أنسجة زجاجية مغطاة بمادة "التفلون" لمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها ، والتي رمت بالحرائق في سلة الماضي ومنذ ذلك الحين لم تتكرر تلك الكارثة المدمرة مرة أخرى ولله الحمد ، والشكر موصول لحكومتنا الرشيدة لحرصها الشديد على أمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن ، ولا يفوتني الاشارة الي ما شهدته ولا تزال تشهده منطقة المشاعر والعاصمة المقدسة من انجازات ضخمة متلاحقة كتوسعة جسر الجمرات والمسعى وساحات الحرم المكي الشريف وتُجرى حاليا التوسعة التاريخية للحرم ومشاريع القطارات والطرق الدائرية الداخلية وغيرها من المشاريع الجبارة القادمة ان شاء الله التي ستجعل من مكةالمكرمة مدينة عصرية تضاهي المدن العالمية المتطورة وكل ذلك سيصب في خدمة وراحة الحجيج ، والمشاهد لمشعر منى في الحاضر يلمس الفرق الهائل بين الماضي البدائي وبين الحاضر الحديث من حيث التنظيم والتطوير والصورة الرائعة لا سيما وأن المنطقة تُبث في الفضائيات عبر الأقمار الصناعية لدول العالم قاطبة . من هذا المنطلق أناشد المسئولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، حفظه الله ورعاه بإنشاء خيام تماثل نظيراتها على صعيد مشعر عرفة أسوة بمشعر منى فكما هو معروف أن بعض الحجاج يمكثون في عرفة ما يقارب اليومين وفي منى أربعة أيام تقريباً وذلك ليس بالفارق الشاسع بينهما ولا شك أن الهدف السامي من ذلك توفير الأمن والسلامة والراحة والطمأنينة والسكينة للحجاج في عرفات ، خاصة أن الحرائق ما تزال مستمرة في ذلك المشعر وآخرها حريق العام قبل الماضي ومن جانب آخر فإن تلك الخيام الحديثة ليست مضادة للحرائق فحسب بل أيضاً مضادة للعوامل الطبيعية والمناخية الأخرى كالأمطار والسيول والرياح والأتربة ودرجات الحرارة ناهيك عن كونها تنظيم ومظهر حضاري يشهده العالم بأسره عبر القنوات الفضائية العالمية ولا شك أن أعداء الإسلام يتصيدون كل ما يسيء للأمة الإسلامية . اللهم احفظ لوطننا أمنه وأمانه واحفظ الحجاج في حلهم وترحالهم. أخصائي اجتماعي أول عبدالرحمن حسن جان