تضع مبادرة "تمكين النقل الجوي المتقدم في المملكة" التي وضعتها الهيئة العامة للطيران المدني، خارطة طريق تضمنت إجراء اختبارات حول تضاريس متنوعة وظروف مناخية متعددة؛ أسفرت عن نتائج إيجابية يمكن تحقيقها في قطاعات النقل المختلفة، بما يهدف لجعل قطاع النقل الجوي السعودي الأكثر تطورًا وتقدًما في منطقة الشرق الأوسط. وتسهم هذه النتائج في تقليل الازدحام المروري وحوادث الطرق، وفي المجال الصحي، وكذلك المساهمة في تحقيق المملكة صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول 2060. وتتضمن المبادرة الخطوات التي يجب اتخاذها لرسم خارطة طريق شاملة، تضع النقل الجوي المتقدم "AAM" في صدارة صناعة الطيران؛ إذ يمثل النقل الجوي المتقدم تحولًا كبيرًا في مستقبل قطاع النقل، ويقدم حلولًا مبتكرة، بدءًا من أنظمة الطائرات الصغيرة بدون طيار "Suas"، وصولًا إلى طائرات الإقلاع والهبوط العمودي "VTOL". ويشكل التعاون الدولي جانبًا رئيسيًا في رحلة النقل الجوي المتقدم بالمملكة؛ إذ تم توقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الدول، بينها كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين، إضافة إلى إبرام اتفاقيات مع الشركات الرائدة في تصميم وتصنيع طائرات النقل الجوي المتقدم، لضمان تحقيق المملكة مكانة متقدمة بهذا المجال، خاصة في قطاعي السلامة والتطوير. وترتكز المبادرة إلى عددٍ من الحلول المبتكرة، تتراوح ما بين نظم الطائرات غير المأهولة الصغيرة، إلى الطائرات ذات الإقلاع والهبوط العمودي، والتي ستوفر وسائل نقل آمنة وسليمة ومستدامة وأسرع نقلاً للأشخاص والبضائع، كما تتضمن أسس بناء منظومة ناجحة للنقل الجوي المتقدم، بما في ذلك التطوير التقني، والأطر التنظيمية، والبنية التحتية، والقدرات البشرية. وتتميز هذه الحلول بالقدرات التقنية العالية، التي تسهم في التخفيف من حدة الزحام في الطرق، وتسهيل الوصول إلى الأماكن البعيدة أو النائية؛ وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن شأن هذه التطورات إحداث ثورة في حركة المسافرين، ونقل البضائع، والاستجابة لحالات الطوارئ، والإخلاء الطبي، والإغاثة في حالات الكوارث، مع الاهتمام بالاستدامة البيئية أيضًا. وتولي المملكة مجال الحفاظ على البيئة والإنسان وضمان التنمية المستدامة، اهتمامًا كبيرًا، وجعلتها بين أهدافها الرئيسية، وهو ما ينعكس من خلال إعلان وليِ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، عن عدد من المبادرات الطموحة؛ من أبرزها مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تهدف إلى رسم خارطة طريق واضحة المعالم؛ لحشد الجهود الإقليمية والإسهام بشكل فعّال في تحقيق الأهداف العالمية. وأطلقت الهيئة عام 2022 مشروع خطة تطوير الاستدامة البيئية في مجال الطيران المدني، والتي منها مبادرة "تمكين النقل الجوي المتقدم في المملكة، وإحدى مبادرات استراتيجية قطاع الطيران. وتهدف مثل هذه المبادرة إلى صياغة التوجهات الاستراتيجية ووضع الأطر التنظيمية ذات العلاقة وفق أفضل الممارسات العالمية؛ للحد من الآثار السلبية على البيئة والناتجة من أنشطة الطيران المدني، والمتوافقة مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، في تأكيد مكانة المملكة بمشهد الطيران العالمي، وسعيها لأن تكون مركزًا دوليًا لمستقبل النقل. وفق "أخبار 24".