في وعد الشمال، على بعد 1200 كيلومتر شمال الرياض، يتم استخراج الفوسفات وغمره بالمواد الكيميائية لتحويله إلى حمض، ومن هناك يتم شحنه مسافة 1500 كيلومتر شرقاً بالسكك الحديدية إلى ميناء رأس الخير، حيث يجري تحويله بعد ذلك إلى أسمدة تبحر غربًا إلى البرازيل وجنوبًا إلى أفريقيا وشرقًا إلى الهند وبنغلاديش. وأكدت مجلة "ذي إيكونوميست" الأمريكية، أن هذا غيضٌ من فيض تعمل المملكة من خلاله لتعزيز مكانتها العالمية كمنتج ومصدر للمعادن ومنتجاتها، لافتةً إلى أن الفوسفات ليس المورد المعدني الوحيد الذي تتطلع إليه الرياض لتغذية مستقبلها في مرحلة ما بعد النفط، حيث تشير التقديرات إلى أن السعودية تمتلك ثروة معدنية مدفونة تشمل رواسب الذهب والنحاس والزنك تصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار. وأشادت المجلة بجهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في تنمية قطاع التعدين ورسم مستقبله، والتي تمثّلت في منتدى المعادن المستقبلية بالرياض الذي حضره رؤساء ووزراء التعدين من 80 دولة، حيث أثبت التزام المملكة بالانفتاح الاقتصادي على العالم في قطاع التعدين من خلال إبرام صفقات متوقعة بقيمة 20 مليار دولار، فهو لديه رغبة ملحة في جعل الرياض وجهة عالمية لا يستهان بها في المجال. كما أشارت إلى استراتيجية الرياض الاستثمارية في المناجم العالمية، الأمر الذي ترجمته الاستثمارات الخارجية لشركة "منارة" للمعادن المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، وذلك بشرائها 10% من أعمال المعادن الأساسية لشركة "فالي" البرازيلية العملاقة مقابل 3 مليارات دولار، فضلاً عن استثمارات في مناجم أجنبية تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار، كما عدلت وزارة الصناعة والموارد المعدنية القوانين لجذب المستثمرين في أستراليا وبوتسوانا وكندا. وفق "أخبار 24". وأضافت أن المملكة تستثمر أكثر من 180 مليون دولار في حوافز استكشاف المعادن، كما يقدم صندوق التنمية الصناعية تمويلاً يصل إلى ثلاثة أرباع تكاليف مشاريع الاستكشاف، فضلاً عن تمويل بقيمة 200 مليون دولار لرسم خريطة جيولوجية وإنشاء قاعدة بيانات للموارد، مع برامج تدريبية متخصصة لعلماء الجيولوجيا والمهندسين السعوديين على أيدي أفضل خبراء المجال بالعالم، بالتعاون مراكز الأبحاث الأمريكية في أبحاث التعدين.