استقبلت براري الحدود الشمالية زوارها بسجادة ملكية من أريج النباتات البرية، ومن أشهرها الخزامى الذي يعطي البريق البنفسجي الملكي، فقد فاح شذا النباتات العطرية على أرض مساحتها أكثر من 127,000 كيلومتر مربع. وتعتبر حجرة "كنوز" من النباتات العطرية المتنوعة التي تنشر العبير إلى أرجاء المكان وتزيده بهجة وجمالاً، حيث تعتبر من أقدم المجموعات النباتية التي عرفها واستخدمها الإنسان على مر العصور في أغراض شتى، كما أنها واحدة من مجموعة النباتات الموسمية العطرية التي تشتهر بها براري منطقة الحدود الشمالية مثل "النفل، والرشاد، والزعتر، والخزامى، والقريص، والبابونج، والجثجاث، والبختري". ويرجع تسمية النباتات العطرية بهذا الاسم لاحتواء خلاياها أو جزء منها على زيوت متطايرة لها رائحة عطرية، حيث تتكون هذه الزيوت من مركبات عطرية ذات تركيز عالٍ، ويتميز بعض أنواعها بكونه صالحا للأكل، وبعضها يستخدم في المجالات الطبية، وأيضا في صناعة العطور، وغيرها من المجالات الأخرى. وقد تغنى بها الشعراء؛ إذ قال الشاعر الكبير الأمير خالد الفيصل: "هب نسناس الهوا لي من شمال.. حامل ريح الخزامي والنفل.. من فياضٍ ظبيها يلعب دلال.. لي لمح ظله من النشوه جفل". وتحتضن منطقة الحدود الشمالية الكثير من النباتات العطرية المميزة كالشيح والجعد والقيصوم والديقدان "النيقدان"،والبعيثران، وغيرها، وغالباً تكون في الفياض. وتعتبر أنواع الأشجار الربيعية في العالم محدودة جداً، إلا أن شجيرات الفياض بالسعودية تتجاوز الألف نوع، وتأتي بأشكال مختلفة من النوع الواحد، وهذا ما يميز البيئة الصحراوية في المملكة، التي تعتبر الأكبر على مستوى العالم من حيث احتوائها على النباتات المتعددة والمتنوعة.