بدأ مسلسل "إقالات المدربين"، من دوري روشن السعودي للمحترفين، في الموسم الرياضي الجاري 2023-2024، والذي وصل للمحطة التاسعة حتى الآن، وكان المدرب الهولندي "مارسيل كايزر" مدرب الشباب، أول مدير فني تمت إقالته من منصبه في النسخة الحالية من البطولة، وذلك بعد خسارة الفريق في الجولة الخامسة أمام الخليج 1/3. وفشل فريق الشباب في تحقيق الفوز مع المدرب الأسبق لأياكس أمستردام الهولندي، والجزيرة الإماراتي السابق، حيث تعادل في مناسبتين وخسر في ثلاث مباريات، ليفقد المدرب منصبه بعد مرور 5 جولات فقط، ليصبح صاحب أسرع إقالة في الموسم الحالي. مدرب الشباب السابق كايزر وكانت الإقالة الثانية من نصيب مدرب الطائي الكرواتي "كريشمير ريزتش"، بعد نتائج الفريق غير المقنعة، أما الإقالة الثالثة فكانت من نصيب مدرب أبها البولندي "تشيسلاف ميشنيفيتش" الذي تولى تدريب الفريق لمدة ثلاثة أشهر و19 يومًا فقط. وتواصل مسلسل إقالات المدربين في دوري روشن، مع نهاية الجولة التاسعة من المسابقة برحيل مدرب رابع، حيث أعلن نادي الرياض في وقت سابق إنهاء عقد مدربه البلجيكي "يانيك فيريرا" بالتراضي، والتعاقد مع البرازيلي "أودير هيلمان" خلفاً له. ويرى الخبراء والمحللون الفنيون، أن أسباب ظاهرة إقالات المدربين في الجولات الأولى في أي مسابقة، تنحصر في أمرين هما، أخطاء صاحبت عملية اختيار المدرب من البداية، أو يرجع لعدم صبر الإدارة وتأثرها بالضغط الجماهيري والإعلامي واتخاذها القرار السهل بإقالة المدرب لتخفيف حدة الضغط عليها. ويأتي سوء اختيار المدرب في البدايات، بالاهتمام فقط بالأسماء دون النظر لعوامل أخرى مهمة تلعب دورًا في نجاح أي مدرب، مثل شخصيته وطموحاته وقدرته فرض الالتزام في غرفة الملابس واستطاعته التأقلم مع أسلوب كرة القدم في الدوري السعودي، وطبيعة الحياة في المنطقة بشكل عام. كريشمير ريزتش مدرب الطائي السابق السبب الثاني يرجع لعدم صبر إدارات الأندية، وإستجابتها للضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تتعجل النتائج دون مراعاة الأجواء المحيطة بالمدرب، وهل إذا ما كان يملك الأدوات المناسبة "اللاعبين" التي تمكنه من تحقيق الأهداف المرجوة. ومعظم الإدارات في الأندية السعودية تعتقد أن الفوز في صراع سوق الانتقالات صيفًا، "باللاعبين والمدربين"، ضمان لتحقيق النجاح في الملعب، غير أن الوقائع أثبتت أن هذا الاعتقاد غير صحيح بدليل سلسلة الإقالات المبكرة للمدربين وأحياناً إنهاء عقود بعض اللاعبين في الشتاء. اللافت أن بعض الأندية لم تحسن تحديد الهدف قبل انطلاقة الموسم، وتُحمل الفريق بمدربه ولاعبيه عبئاً أكبر من قدرتهم، وترفع سقف الطموحات لدى الجمهور والإعلام؛ وهنا يكون الإخفاق هو المتوقع ومن ثم التفكير في إقالة المدرب والبدء من جديد. وتبقى النقطة الأهم لتحقيق النجاح المطلوب في علاقة الإدارة بالمدرب هي تحديد الهدف المطلوب قبل انطلاق الموسم، وأن يُحدد الهدف بناءً على جودة الفريق وظروفه والعوامل المحيطة مثل بقية المنافسين وقوتهم. وفق "سبورت 24". وقبل ذلك التحلي بالصبر ومنحهم الفرصة الكاملة للتعرف على اللاعبين وقدراتهم؛ ومن ثم تحديد أسلوب اللعب الأفضل والتوظيف المناسب للاعبين حسب إمكانياتهم، ومن ثم تطبيق أفكارهم الخاصة على أرض الملعب، وهذا بطبيعة الحال يحتاج للوقت والمباريات. الاتحاد السعودي لكرة القدم أحسن القرار في وقت سابق حين منع تدريب مدرب واحد لناديين في نفس الموسم، وربما سن المزيد من القوانين الخاصة بالمدربين وإقالاتهم قد يُساعد في إيقاف مسلسل إقالات المدربين. فهل ستستمر ظاهرة إقالات المدربين في الجولات المقبلة أم تتوقف عند هذا الحد؟.. هذا ما سنتعرف عليه عند استئناف عجلة دوري روشن للدوارن.