"كل المؤشرات تظهر أننا لم نشهد الأسوأ بعد"؛ بهذه الكلمات أطل المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، العام الماضي، محذراً العالم، من مواجهة أزمة غذاء غير مسبوقة. والشاهد من استحضار حديث بيزلي تذكير بأن أزمة الغذاء ذاتها باتت تشكل تحدياً رئيساً للدول والمجتمعات؛ مما رفع جوعى العالم إلى 345 مليون خلال الأشهر الأولى للعام المنصرم. غير أن السعودية اتخذت خطوات لافتة لتعزيز أمنها الغذائي، عبر إطلاق استراتيجية تعنى بالأمن الغذائي، متضمنة خطة واضحة الأهداف ومحددة المعالم، إضافة إلى مواصلة دعم بعض السلع الرئيسة مثل القمح، وتعزيز مشروع الخزن الاستراتيجي، ووضع خطط الاستجابة الوطنية للطوارئ المتعلقة بمنظومة الأمن الغذائي. ويرى فضل أبوالعينين عضو مجلس الشورى والباحث الاقتصادي، بأن المملكة تعد رائدة بإجراءات تحقيق الأمن الغذائي بدليل ما حدث خلال أزمة كورونا كانقطاع سلاسل الإمداد، ورغم التحديات تلك، إلا أن السوق السعودية كانت مستقرة، وخاصة فيما يتعلق بالغذاء والدواء؛ ما يدلل على نوعية الجهود الحكومية المتعلقة بتحقيق مستهدفات الأمن الغذائي. ويشير ل"أخبار 24″ إلى أن هناك توسعاً لافتاً لاستثمارات صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي يتمتع بحجم استثمارات محلياً وخارجياً، وبخاصة في الشركات الغذائية المحققة للأمن الغذائي، إلى جانب شراكاتها مع شركات عالمية كبرى تحقق لها الوفرة الغذائية. وأطلقت هيئة الأمن الغذائي في هذا الإطار استراتيجية تتضمن 10 عناصر مثل تشخيص وتحليل الوضع الراهن، وبرنامج الاحتياطي والخزن الاستراتيجي للأغذية، فضلاً عن نظام للإنذار المبكر متضمناً نظام معلومات الأسواق الزراعية. ويبرز دور لافت لجمعية بنك الطعام السعودي؛ إذ تعد جزءاً من الحلول المبتكرة للتعامل مع الغذاء؛ إذ قدمت خلال 4700 يوم عمل المتواصل أي بواقع – 13 – عاماً، العديد من المبادرات الغذائية. وفي السياق ذاته، حافظت" إطعام" بمبادراتها تلك خلال العام المنصرم وحده على أكثر من 500 ألف وجبة من الهدر، في المقابل أعدت ووزعت نحو أكثر من 4 ملايين وجبة غذائية ب2022. "إطعام" حسب رؤيتها، تطمح أن تكون رائدة عالمياً بتوفير الطعام للمستفيدين، وزعت خلال عام 2022 نحو 33 ألف سلة غذائية، فيما بلغ عدد مستفيدي خدماتها نحو أكثر من 66 ألف مستفيد. وفي السياق ذاته، نفذت وزارة الزراعة المرحلة الأولى لمبادرتي زراعة 45 مليون شجرة فاكهة في المدرجات الزراعية، وزراعة 4 ملايين شجرة ليمون بحلول 2030، ضمن مبادرة السعودية الخضراء. وفق "أخبار 24". وستوفر المبادرتان أكثر من نصف واردات المملكة من الفواكه بنحو 4.5 مليار ريال لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والإسهام الفعال في استدامة وزراعة وإنتاج محصول الفاكهة؛ لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، واستغلال مياه الأمطار والمياه المجددة. وجاءت لحظة إعلان تحقيق الناتج الزراعي في المملكة خلال عام 2021، بارتفاع حجم القطاع بقيمة بلغت 72.25 مليار ريال وبمعدل نمو 7.8%، مسجلاً أعلى نمو بأكثر من 5 أعوام؛ إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو 3 تريليونات ريال ل2021؛ ما يعني لحظة تاريخية في عمر القطاع ذاته. وتنسجم هذه المبادرات مع رؤية المملكة 2030 بشأن تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي لتوافر إمدادات الغذاء، ومواجهة تحديات التغير المناخي وندرة الموارد المائية، لتسهم بتحسين مؤشرات الأمن الغذائي.