أعلنت شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لوجهة البحر الأحمر وأمالا، تفاصيل نتائج أحد أضخم الدراسات البيئية حول النظم الإيكولوجية للكائنات الحية، والتي أجرتها على ساحل منطقة البحر الأحمر على مدى 11 شهراً. وتم الكشف عن نتائج الدراسة،أمس (الثلاثاء) ، من خلال فعاليات مؤتمر المحيط الذي تنظمه الأممالمتحدة في لشبونة بحضور نخبة من العلماء على مستوى العالم، حيث أكدت الشركة أن الدراسة تهدف لفهم وتقييم النظم الطبيعية قبل الشُروع بعمليات التطوير، مبينة أنها تضاهي المبادرات التي تجربها الهيئات الحكومية على المستوى الوطني. وانطلقت الدراسة التي غطت ساحل البحر الأحمر العام الماضي من يناير – نوفمبر، وأكدت على التهديدات المحدقة بالكائنات الحية المهددة بالانقراض في هذه المنطقة، كما سلطت الضوء على أهمية قيام الشركة والأطراف المعنية الأخرى في المنطقة بحماية البيئة وبذل مزيد من الجهد لتعزيزها وتجديدها. التنوع الأحيائي وكشفت الدراسة عن مدى التنوع الأحيائي على ساحل البحر الأحمر الممتد نحو 200 كيلو متر وتميزه الاستثنائي بالموائل الطبيعية والنباتات والحيوانات، حيث يضم الكائنات من الأنواع المهددة بالانقراض مثل: أسماك الحلاوي، والسلحفاة صقرية المنقار البحرية، وصقر الغروب "الأسخم"، بالإضافة إلى حيد مرجاني مزدهر يبلغ ارتفاعه أكثر من 8 أمتار، ويقدر عمره بحوالي 600 عام. أسماك الشعب المرجانية وشملت النتائج الرئيسية للدراسة أسماك الشعب المرجانية وموائلها الطبيعية ضمن نحو 300 موقع للشعب المرجانية، حيث تم إحصاء أكثر من 300 ألف سمكة من 280 نوعاً مختلفاً، كما تم استخدام تقنية "تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي" بنجاح لإجراء تحليل تلقائي لصور مسح الشعب المرجانية. وقدمت هذه الأداة بيانات تضاهي البيانات الصادرة عن عمليات التحليل البشرية، إلا أنها تتميز بانخفاض الوقت اللازم لها بنسبة 90% لإجراء عمليات التحليل وتلقي البيانات، حيث لم يكن من الممكن دون هذه التقنية إجراء الدراسة على مثل هذا النطاق الواسع. الموائل الطبيعية وثقت الدراسة حالة الموائل الطبيعية المرجانية ضمن جميع أنظمة الشعب الضحلة المعقدة التي تضم حوالي 100 كيلومتر مربع من موائل الشعب المرجانية، كما تم اكتشاف العديد من الشعب الهائلة ضمن منطقة الوجهة، خاصة حول جزر مردونة ووقادي؛ إذ تجاوز ارتفاع أكبر حيد مرجاني 8 أمتار مع تقدير عمره بأكثر من 6 قرون. وفق "أخبار 24". وكشفت الدراسة كذلك مواقع تجمعات التفريخ لأسماك النهاش والشعري، والمشاهدات المنتظمة لتجمعات تضم ما يصل إلى 100 من أسماك الببغاء الخضراء ذات الرأس الكبير، الأكبر من نوعها في العالم، والمدرجة ضمن الأنواع غير المهددة أو خطر انقراضها ضعيف جِداً. تعداد الطيور أحصت الدراسة نحو 25 ألف زوج من الطيور ضمن 14 من الفصائل التي شملتها الدراسة، حيث كانت طيور الخرشنة بيضاء الخدود والعقاب النساري الأكثر انتشاراً؛ كون كل منها يتكاثر في أكثر من نصف الجزر ال 92 التي شملتها الدراسة. وجاءت أبرز النتائج بظهور أهمية المنطقة بالنسبة للصقر الأسخم؛ وهو أحد فصائل الطيور المهددة بالانقراض مع انخفاض أعداده حول العالم، وكانت وتيرة التكاثر بلغت أعلى مستوياتها في عدد من جزر وجهة البحر الأحمر. ووفق الدراسة فإن أزواج التكاثر ال41 من طيور صقر الغروب "الأسخم" شكلت نسبة 34% من إجمالي عددها في ساحل البحر الأحمر -الجانب السعودي- "نحو 120 زوجاً"، و2% من إجمالي عددها حول العالم "نحو ألفي زوج". الحيوانات الضخمة وبينت الدراسة وجود نحو 200 من أعشاش سلاحف صقرية المنقار البحرية المهددة بالانقراض، مع تواجد دلافين المحيط الهندي الحدباء المهددة بالانقراض، و8 أنواع مختلفة من أسماك القرش، بما في ذلك أسماك القرش الحوتي وقرش الحمار الوحشي المهددة بالانقراض، إلى جانب عدد كبير من أسماك الحلاوي، أحد الأنواع المستوطنة والمصنفة على أنها معرضة بالانقراض الشديد. أبقار البحر توصلت الدراسة إلى احتمالية أن البحر الأحمر يضم ثالث أكبر عدد من أبقار البحر "الأطوم" في العالم، بعد أستراليا والخليج العربي، حيث شاهد الفريق خلال العام الماضي أبقار البحر 10 مرات، بما في ذلك أم واحدة وعجل صغير. كما كشفت الدراسة عن أدلة على بعض الآثار السابقة في مناطق قليلة من خلال وجود عمليات قديمة قبل مشروع شركة البحر الأحمر للتطوير؛ مما يقدم ذلك دلالة على أن هذه البيئات ديناميكية وتنطوي على إمكانات هائلة، إلا أنها عرضة للمخاطر والتغيير. حماية البيئة من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو، أن تأسيس وجهات عالمية المستوى هو مسألة لا تتعارض أبداً مع حماية البيئة وتحسينها. وأشار إلى أن ساحل البحر الأحمر يتفرد بتنوع بيئي وبيولوجي هائل وجمال طبيعي خلاب، إلى جانب غناه بالكائنات الحية المزدهرة. إلى ذلك، أكد رئيس الاستدامة البيئية بالشركة عمر العطاس، أن الدراسة المبدئية قدمت قاعدة معلومات رئيسية لفهم غنى وتنوع الكائنات الحية البرية والبحرية على ساحل البحر الأحمر في المملكة، إلى جانب نتائج واكتشافات تؤكد الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة.