بين الأمانة والمرونة نقع في حرج الضمير .. اليوم أصبح مفهوم المرونة مطاطي لدرجة أنه لا مانع من أن يقطع المطاط لتوصف بالمرونة.. أكبر مشكلة يواجهها بعض القادة هي السعي للحصول على الألقاب الجميلة بعيدا عن هدم القيم التي تخلفاها تلك الألقاب التي لم تؤخذ بحقها. في عراك المنظمات يطالب العاملون بالمرونة وفق فلسفتهم ومتطلباتهم الخاصة.. والقادة في رحلة بحث كيف أكون مرنا؟! .. وخلف ذلك اللقب قد ترتكب المخالفات ويغيب الضمير وتنعدم المسؤولية ونودع الأمانة والخوف من الله. لابد أن تكون المرونة وفق الصلاحيات التي منحت لك وفي حدود النظام والتعليمات واللوائح مراعيا حجم المسؤولية التي أنيطت بك وحجم الثقة التي منحت لك .. كونك أخي القائد تمنح ماليس في يديك يعد خيانة للأمانة التي وضعت بين يديك .. فالمرونة لها حدود ومدى. أخي القائد لئن توصف بعدم المرونة خيرا من أن توصف بالمتسيب أو الخائن في نهاية هذا الطريق .. الشفافية مطلب وحق من حقوق العاملين بأي منظمة .. ضع حدودا لمرونتك انشرها بين العاملين واقنعهم بمداخلك النظامية لتطبيقها.. حينها فقط ستترك خلفك منظمة يسودها العدل والتفاهم والتراضي والتسامح بين الاخرين .. ستترك خلفك موظف يقدر المسؤولية ويعتمد عليه بعد غيابك .. موظف يجعلك في قائمة القادة الرائعين رغم بعض متطلباته التي لم تحقق.. موظف بعد زمن يستوعب المفهوم الصحيح للمرونة. المرونة عنصر هام لنجاح المنظمة ولسعادة فريق العمل في حدود أطرها المتاحة. د. غالية بنت عبدالعزيز