سيظل مشهد احتشاد الأفغان داخل الطائرة الأمريكية الضخمة، وتجمهر المئات خارجها وتعلق البعض بجناحيها في محاولة للفرار من أفغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد، عالقًا في الأذهان لسنوات طويلة، بالإضافة إلى المشهد الصادم بسقوط بعضهم من الطائرة فور إقلاعها. تلك المشاهد تصدرت وسائل الإعلام العالمية، في واقع يعكس حجم الكارثة التي وصل لها هذا البلد الآسيوي، إثر الانسحاب الأمريكي منه بعد 20 عامًا من التواجد العسكري هناك. وأثيرت تساؤلات عديدة حول تلك الطائرة الأمريكية العملاقة التي وصلت مطار كابول، وكيف تمكنت من استيعاب تلك الحشود في ذلك اليوم، فما قصة تلك الطائرة؟ كشفت القوات الجوية الأمريكية أن الطائرة من نوع "C-17 Globemaster III"، وهبطت في مطار كابول بهدف تسليم معدات تخدم جهود عمليات الإجلاء، مبينة أنه قبل أن يتمكن طاقم الطائرة من عمليات تفريغ الحمولة، أحاط مئات المدنيين بالطائرة وتعلقوا في أجنحتها بعدما كسروا المحيط الأمني. وخلال دقائق معدودة احتشد آلاف الأفغان في مطار العاصمة الأفغانية كابول للسعي نحو الفرار من طالبان ومغادرة البلاد. وشاهد العالم الفوضى العارمة التي اجتاحت مدرج الطائرات في مطار كابول، وتناقلت وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصور والفيديوهات التي رصدت هرولة مئات الأفغان نحو الطائرة المتحركة، وتعلق بعضهم على أجنحة الطائرة العسكرية، فيما تدوولت لاحقا صور تظهر تكدس مئات الأفغان داخل الطائرة العملاقة. طائرة المهمات الصعبة وتُصنف "سي – 17" أنها طائرة نقل عسكرية تكتيكية متعددة الخدمات، يمكنها حمل معدات ضخمة وإمدادات وقوات مباشرة إلى المطارات الصغيرة الموجودة في تضاريس وعرة بأي مكان في العالم، وتتضمن أربعة محركات، وذيلها على شكل حرف "تي". وفق "أخبار 24". وتستطيع الطائرة التعامل مع المسافات والوجهات والحمولات الثقيلة الضخمة في ظروف يصعب التنبؤ بها، وقامت بعدة عمليات تسليم حمولات على مستوى العالم منذ تسعينات القرن الماضي. التاريخ يعيد نفسه مشهد الإجلاء الذي شاهده العالم في العاصمة الأفغانية كابول قبل أيام لم يكن الأول، حيث سبقه بسنوات عديدة نفس الموقف في "سايجون" منتصف السبعينات في حرب فيتنام، عندما تدافع الفيتناميون على مروحية هبطت بمدينة سايجون في نهاية حرب فيتنام عام 1975. وسحبت أمريكا قواتها من فيتنام الجنوبية عام 1973، بعد سقوط المدينة الجنوبية بعامين، واستيلاء القوات الشمالية على سايجون، وأعلنت وقتها الولاياتالمتحدة إجلاء أكثر من 7 آلاف أمريكي وفيتنامي جنوبي، لينتهي التواجد الأمريكي سواء في فيتنام أو أفغانستان بنفس السيناريو المتكرر، وهو تدافع المئات نحو المروحية الأمريكية في محاولة للنجاة.