أثار الحديث المقتضب الذي دار بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال استقباله للرياضيين مع كابتن المنتخب السابق صالح النعيمة، انتباه الجمهور الرياضي، حينما قام خادم الحرمين الشريفين بتعريف "صالح" بأنه نجل محمد النعيمة، قائلاً لرئيس المراسم الملكية: :"أعرفه هذا صالح ولد محمد النعيمة"، فمن هو محمد النعيمة، الذي عرف به الملك سلمان واحداً من أساطير الكرة السعودية. ولد محمد النعيمة رحمه الله بضرما عام 1326 ه، وبعد وفاة ابيه إبراهيم بن نعيمة، توجهت به والدته إلى الرياض، وحفظ القرآن الكريم كاملاً، وبعدها رُشّح عند الملك عبدالعزيز، رحمه الله، لأن يكون معلماً للقرآن الكريم في أحد قصور الملك، وكان صغيراً لم يبلغ الحلم وقتها. وبدأ محمد النعيمة العمل مع الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما كان نائباً للملك عبدالعزيز في الحجاز، وبعدها التحق بخدمة الملك عبدالعزيز ضمن الحرس الملكي، بما يطلق عليهم "الخويا" المرافقين للملك، ومن وقتها وهو يعمل ضمن رجالات المؤسس. ويذكر أن النعيمة قد رافق الملك عبدالعزيز عندما قابل رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية روزفلت سنة 1364ه؛ حيث كان من ضمن مرافقي الملك عبدالعزيز عندما استقل الطراد الأمريكي من جدة إلى قناة السويس، وكان النعيمة أيضاً من مرافقي الملك عبدالعزيز أثناء رحلته إلى مصر. وكان محمد النعيمة من رجال الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه المخلصين؛ حيث كان يوكل إليه بعض المهمات الأمنية التي لا توكل إلا لمَن اتصف بقوة الشخصية والحزم في الأمور؛ نظراً لتمتعه بالحكمة في تيسير أموره الخاصة والعامة، وفي السنوات الأخيرة من حياة الملك عبدالعزيز أصبح رئيساً للخويا. وعندما تولى الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمه الله، الحكم ظل النعيمة رئيساً للخويا، وكان من ثقات الملك سعود، وكذلك عندما تقلّد الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، الحكم عام 1384ه بقى النعيمة رئيساً للخويا أيضاً بنفس الثقة والمكانة. وطلب محمد النعيمة إعفاءه من العمل مع بدايات حكم الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1397ه؛ حيث تقاعد بعد خدمة 47 عاماً تفانى فيها في خدمة قادة الوطن، وكان عمره حينها 69 عاماً. يذكر أن الخويا اسم يطلقه النجديون على مَن يرافق الملك أو نائبه؛ حيث يرافقون الملك دائماً في القصور أو خارج المدن أو في السفر والتنقلات.