نمر جميعاً بمواقف متعددة ومتنوعة من حيث الفرح والحزن والغضب والسعادة بعضها مطبوع في الذاكرة وهذا أمر طبيعي لكن من غير الطبيعي هو البعض الآخر الذي نحاول جاهدين التخلص منه ومن أسئلته العنيدة الملحة في عقولنا ومنها مثلاً لماذا لم نتصرف بشكل جيد ولمَ لم نتحدث بشكل أفضل ولماذا ونحن نمتلك قدرات معينة لم نستخدمها بتلك المواقف ! ببساطة لأننا لانعلم أو نعلم ولا نعرف نستخدم مهارات ما تعرف بمهارات الذكاء الوجداني وهو نوع من أنواع الذكاءات التي تساعدنا على فهم أنفسنا أولاً كطبيعة قدراتنا وما نمتلك من مهارات وأيضاً تساعدنا في فهم الآخرين والتواصل معهم بشكل جيد . نشأ هذا الفرع في أوائل الثمانينات حين خرج لنا جاندرد بكتابه الشهير ( أطر العقل ) ألمح بشكل واضح لهذا النوع من أنواع الذكاءات حتى خرج لنا عالمان مبدعان ماير وسلوفي بعده بعشرة أعوام بتخصص أكثر في مجال الذكاء الوجداني أطلقوا عليه نموذج القدرات خالفهم بذلك العالم المبدع جولمان بتفسيره لهذا الذكاء بنموذج المختلط الذي يفسر الذكاء الوجداني على أنه قدرة ومهارة يجب اكتسابها لتساعدنا على النجاح وأن الفرق بين الناجح والفاشل في الحياة ليس القدرات وإنما المهارات التي استخدمها ومنها الضبط الانفعالي والوعي بالذات والتواصل الجيد ومواجهة الجمهور والعديد من مهارات النضج الوجداني . فإذا كنت مع أو ضد هذا التفسير ، من يبحث عن التميز في العلاقات أو العمل ومن يبحث عن التواصل الجيد والقدرة على المحافظة على هذا التواصل وصناعة نفسك من جديد وحتى ترتيب الأوراق يجب أن نتعلم ونتدرب على مهارات الذكاء الوجداني . سل نفسك لماذا نشعر بالراحة حين نتحدث مع كبار السن ولمَ نبحث عن أصدقاء لهم نفس اهتماماتنا وميولنا لأنهم باختصار يمتلكون مهارة الإقناع ومهارة الحوار الجيد ومهارة التعاطف . ختاما : ( المعرفة تُطلب ولا تُعطى ) د.فيصل أبالخيل الدوسري متخصص بمجال الذكاء الوجداني