تعود أصول والدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاسكتلندا، حيث وُلدت ماري آن ماكلويد في إحدى القرى الصغيرة بإحدى الجزر الغربية لاسكتلندا، وهاجرت إلى الولاياتالمتحدة وهي في سنّ الثامنة عشرة. وتزوجت ماري آن بالمطور العقاري فريد ترامب في 1936 وأنجبا خمسة أطفال، أشهرهم الرئيس الأمريكي الحالي الذي لا يزال من أبرز رجال الأعمال الأمريكيين. وبعد وفاة ماري آن بست سنين (2006)، اشترى ابنها الملياردير 567 هكتاراً من الأراضي الجميلة بالقرب من مدينة أبردين واستثمر أكثر من 100 مليون يورو لبناء ملاعب للجولف، وحظي المشروع بدعم رئيس الوزراء الاسكتلندي آنذاك. لكن آمال ترامب ببناء “مشروع جميل” لم تكتمل؛ حيث قررت الحكومة بناء توربينات ضخمة عائمة قبالة الموقع لتوليد الطاقة من الرياح؛ ورأى ترامب في هذه التوربينات تشويهاً للمنظر العام، ما يهدد مشروعه الاستثماري ويشوّه المنطقة المحيطة به، واتجه للقضاء لمحاولة منع الحكومة من تنفيذ المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في العالم. وقوبل رد فعل ترمب تجاه المشروع الذي يُعد من أهم مشاريع الطاقة النظيفة في اسكتلندا بغضب من السكان المحليين والمدافعين عن البيئة، وامتدت موجة الغضب إلى داخل البرلمان الاسكتلندي، ولا يزال الاسكتلنديون غاضبين حتى الآن رغم مرور أكثر من عشرة أعوام على القضية. ويطالب الآن برلمانيون اسكتلنديون رئيسة الوزراء نيكولا ستورجن بمنع ترمب من الهبوط في مطار غلاسكو في زيارته المرتقبة للبلاد خلال الأيام القادمة؛ جراء ما سبّبه من تعثر للمشروع أثناء إجراءات التقاضي والتي انتهت لصالح الحكومة. وأثناء افتتاح المشروع قبل عدة شهور لم تنسَ رئيسة الوزراء موقف ترامب منه؛ إذ أكدت أن هذا المشروع جاء بعد هزيمة الحكومة ل”أمريكي شهير يملك ملعباً للغولف”، في إشارة واضحٌ المقصود منها.