السدانة والرفادة والسقاية واللواء والقيادة ودار الندوة، تشريفات كانت موجودة عند أبناء نبي الله إسماعيل خدم بيت الله الحرام التي كانوا يتباهون بها أمام العرب، كلها انتهت ولم تعد موجودة إلا السقاية والسدانة، والأخيرة بقيت بحوزة بني شيبة إلى يومنا هذا. ويروي الدكتور صالح الشيبي كبير سدنة بيت الله الحرام قصة السدانة التي أصبحت شرفاً لآل الشيبي إلى اليوم، حيث أوضح أنه منذ بنى النبي إبراهيم الكعبة المشرفة مع ابنه إسماعيل تولى الأخير وذريته العناية به، حتى انتزعتها منهم قبيلة "جرهم" وبقيت بحوزتهم حتى استردها قصي بن كلاب. وأضاف الشيبي خلال لقاء مع قناة العربية، أن قصي كان له 4 أبناء (عبدالدار وعبد مناف وعبد عزة وعبد شمس)، وكان الأبناء يذهبون في رحلتي الشتاء والصيف إلا عبدالدار، فأخذ إخوته يعيرونه، فغضب منهم وغضب أبوه لغضبه، وقال له: "والله لأشرفنك عليهم"، فأعطاه كل ما لديه من شرف (السقاية والسدانة والرفادة واللواء والقيادة) وبقيت عنده حتى توفي والده. وبين أنه بعدما توفي قصي قال إخوة عبدالدار له: "لقد أخذت الشرف كله"، فأجابهم: "خذوها كلها إلا السدنة فلن أتخلى عنها"، ويوم فتح مكة سلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة إلى أهل شيبة وقال قولته الشهيرة: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة، لا ينزعها منكم إلا ظالم".