هي حال الذين لا يعرفون من الشهر الكريم إلاّ تسميته، وأن رمضان فرضٌ عليهم صيامه عن الأكل فقط؛ سهرات ترفيه إلى وقت السحور وإزعاج للنائمين والمتعبدين بجميع أنواع المزعجات، من تجمعات قرب الأحياء السكنية من بداية منتصف الليل إلى الفجر وتعالي القهقهات والكلام البذيء والسيئ، إلى قيادة المركبات بأقصى سرعاتها والأغاني الهابطة في السيارات وبأعلى صوت، إلى التسكع في الأسواق وبين الشوارع في الأحياء، حالهم وهم يتبادلون الشتائم والمطاردات والتحدي والتفحيط...الخ، هذا عن ليلهم الذي جعله الله لباساً في باقي الشهور وخصه بالقيام والذكر في هذا الشهر المبارك، أمّا نهارهم فتركوه للخمول والنوم ضاربين بأمر الله فيه طلب المعيشة عرض الحائط، فقط يقومون إذا استوت المائدة وصعقت روائح الأكل أنوفهم وقال مؤذن صلاة المغرب "الله أكبر" ! ماذا نريد من شبابنا في رمضان، وخاصة أصحاب تلك التجمعات والشلل الشبابية، سواء على الأرصفة أو في الاستراحات أو في المخيمات أو في غيرها، والتي تقضى ساعات الليل في لعب الورق تارة وفى الاسترخاء ومشاهدة التلفاز، وفى الأحاديث والثرثرة تارة أخرى، وهكذا تقتل ليالي رمضان دون أي استشعار لعظمة هذه الأيام وفضلها، ويرسمون بذلك صورة سلبية عن دينهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم! إننا نريد من هؤلاء الشباب أمرا في منتهى البساطة؛ فقط التفكير -ولو في رمضان- في تغير البرنامج اليومي كاملاً، ويستبدل بما فيه نفع لهم ولأمتهم بدلاً من تضييع الأوقات فيما لا فائدة منه؛ وذلك بوضع جدول منظم للعبادات وللأسرة وللأقارب وللأصدقاء وللنوم وللعمل وللترفيه والترويح عن النفس، مع تعويد أنفسهم على الانضباط والالتزام في تنفيذه. كما نريد منهم، تجنب كل سلوك ينافى روحانية شهر رمضان وأخلاق وقيم المجتمع، وإعطاء العالم وخاصة ملايين المقيمين منهم بيننا في بلادنا، الصورة الحقيقية الناصعة لأبناء بلاد الحرمين الشريفين التي بيد أبنائها اليوم قيادة وزعامة العالمين العربي والإسلامي، وأن لا يكونوا مصدر إساءة لأنفسهم ولا لغيرهم، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية وحسن الظن بهم والمأمول منهم.في رمضان وفي غيره. ختاما نهنئ الجميع بالضيف الكريم، وكل رمضان وأنتم والوطن بخير!