التعليم صاحب الرقي الفكري وقائد الحضارات ,كل المهن بعده جنود له تتلقى منه التعليمات وخطط النجاح السليمة ,التعليم مصدر مجد الأمه والقاعدة التي ترتكز عليها لبنات النهضة ,وأن ترسيخ القواعد من أهم وأعظم خطوات البناء فقد ألقي على عاتق من يحمل رتبة معلم من أبناء وبنات الوطن حملا ثقيلا بات حريا بنا أن نشعر به وأن نقدسه ونقدره ونعي أهميته وأن ندرك أن التعليم ليست مهمة سعة الصدر والسيطرة وفرض العقوبات وأن نتخلى عن فكرة أن المعلم خصما يجب الحذر منه أو إرهابه ليبقوا أبنائنا في مأمن من تسلطه وفرض هيبته وكأن خط التعامل بين المعلم وولي أمر الطالب في هذا الوقت يأخذ منحنى معاكس لما تقتضيه الفطره التربوية تحت شعار( الهيبة للطالب وولي أمره ( تغنى أمير الشعراء (أحمد شوقي) وقال : قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا بأبيات قالها اعتراف بقدر المعلم وتنبيه من الحط من ذلك القدر الذي لم يجد شوقي وصفا يضاهيه إلا أن يشبه مهمته بمهمة الرسول فمال بالنا نحط اليوم من قدر ورثة الانبياء وحاملي رسالتهم , وفي هيئة التعليم اليوم جدير أن يكن كل المعلمون معالي كم هو مؤلم أن تشاهد اليوم الأم أو الأب وقد شق الصفوف عاقدا حاجبيه متأبطا شرا ليقف أمام أحد المعلمين رافعا صوته يكاد أصبعه يخترق جبهة الاخر شاتما ومهددا لأنه حاول تأديب أبنه . والمضحك المبكي أن ولي الطالب نفسه قد يكون جاهلا علميا وأشد بطشا بابنه خلف جدران بيته ، أخالنا اليوم قد زدنا علما ونقصنا أدبا . يردد الجاهلون عبارة (المعلم ليش شايف نفسه !! ) ليست مسألة شوفة نفس ياعزيزي إنما هو قانون الحياة التي نصها الدستور الإلهي وتجاهلتها أنت . قال تعلى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة" . رفعه الله فبأي حق تخفضه ؟ من لا يحترم معلميه لن يحترم والديه ..كيف تريد من أبنك أن يقدرك ويحترمك وأنت تهين معلمه وتتطاول عليه في المدرسة كان ذلك او في البيت غيابيا ,حطك من قدر المعلم يحط من قدر كل قائد في نظر ابنك ويدفعه للتمرد المعلم قدوه حين تهينها فإنك تهدم صرحا وتبني مكانه قبرا .. الحديث عن المعلم ورسالته ومسؤوليته ودوره القيادي التربوي حديث يجب أن يستمر ولا يرتبط بيوم المعلم. ولست مع الذين يطالبون بهيبة المعلم فالمعلم كما أشرنا في السطور السابقة لا يُهاب بل يحترم. وهو يستحق الاحترام لجسامة رسالته ومسؤوليته العظيمة في تربية الأجيال ، وما يبذله من جهد عقلي وعاطفي. وأخيراً حق علي الاعتراف بأن هذه الظاهرة ليست متفشية في مجتمعنا الذي يسوده الخلق الكريم رغم جهل القلة ولكني أوردت المقال لؤود بذرة هذه الظاهرة قبل نموها. وختاما ً، أقول إن المتابع لشؤون المعلمين (ربما) يلاحظ حالة من عدم الرضا. يصعب طبعاً الجزم بذلك بدون دراسة عن الرضا الوظيفي التي يفترض أن تقوم بها جهة متخصصة حتى تستفيد منها الوزارة في مشروع التطوير الشامل للتعليم الذي بدورة سوف ينعكس على المدرسة والمعلم والطالب والمجتمع بأسره . مشعل بن سيف الشهراني معلم وباحث في الادارة التربوية بجامعة سطام بن عبدالعزيز بالخرج