قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كاد المعلم أن يكونَ رسولا أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولا الكثير منا حفظ هذه الأبيات الجميلة وترنم بها بكل حب وسعادة وإدراكا لقيمة المعلم ورسالته السامية، حباً لتلك اليد التي أعطت وقدمت أعظم مهنة منذ الأزل لتصنع منا جيلا نافعا لنفسه ولمجتمعه، تلك اليد التي أبدعت وألهمت وساهمت في بناء الإنسان وزرعت وسقت وأثمرت وجنت علما وثقافة جيلا بعد جيل، وفي بناء الأجيال تبنى الأوطان، وتعلو الأمم، وتنهض الحضارات. ومازالت مهنة التعليم من أعظم المهن وأصعبها، فالمعلم فارس ميدان التربية والتعليم، والقادر على التغيير السريع والتطوير المستمر وسط تقدم التكنلوجيا الهائل والانفجار المعرفي في العالم، بادر المعلم وسعى حثيثا للارتقاء بمستواه العلمي والتقني لمواكبة هذه التطورات الفائقة السرعة بالتدريب والتثقيف والبحث في شبكات التواصل المحلية والدولية للحصول على تعليم فعال تعاوني متجدد يناسب تطورات العصر والمجتمع والعالم ... ولم يعد المعلم صاحب مهنة تعليمية بل رائداً للتربية بمفهومها الحديث وتقع على عاتقه مسئولية تربية الأطفال منذ دخولهم المدرسة وحتى تخرجهم منها، ضاربا أروع مثل في الحب الأبوي والحنان والتقدير والاحترام ومقيما لأجمل العلاقات الإنسانية مع طلبته، منمياً قدراتهم، مشجعا مواهبهم وداعما لمهاراتهم ومحفزا لإبداعهم، زارعا فيهم أجمل القيم وأسمى معاني حب الوطن والاعتزاز بتاريخه العريق وتراثه العتيق. واليوم تطرح آراء عديدة هنا وهناك حول مكانة المعلم ومقامه وهل مازالت نظرة الحب والتقدير باقية أم طالها التغيير ؟؟ اختلفت الآراء حول ذلك فهناك من يرى بإيجابية أن المعلم مازالت مكانته باقية محفوظة، وأراء ترى أنها اهتزت وقلت، والكل يجمع على ضرورة معالجة الخلل في بعض قبمنا وتحسين الصورة الإعلامية للمعلم والعمل على إبراز دوره القوي المؤثر في بناء الإنسان ومنحه الحب والاحترام والثقة في قدراته كما كنا سابقا نتغنى بدوره الفعال المؤثر. ولنكن عونا وسندا لمن حمل على عتقه مسئولية بناء أجيال الحاضر وإنارة عقول أجيال المستقبل ومن أجل وطن مشرق منير بإبداع معلميه وأبنائه.